اكدت مصادر متطابقة فرضية الخلل التقني في حادث تحطم طائرة "الخطوط الجوية الجزائرية" مساء الخميس، في مدينة تمنراست بعيد اقلاعها في رحلة داخلية الى العاصمة عبر غرداية. وأودى الحادث بحياة مئة وشخصين بينهم ستة فرنسيين وقائد الطائرة ومساعده واربعة افراد من الطاقم، في حين سجل نجاة راكب، هو رقيب في الجيش نقل امس، الى المستشفى العسكري في عين النعجة في العاصمة لمعالجته من جروح خلال الحادث. وبحسب مصادر من مطار تمنراست، نجا ثلاثة مسافرين، فرنسي وتونسي وجزائري لعدم تمكنهم، لاسباب تتعلق بالتسجيل في المطار من ركوب الطائرة في اللحظة الاخيرة. وافيد ان الحال الصحية للجريح الوحيد الناجي، وهو شاب مجند في الخدمة الوطنية ضمن القوات الجوية مصاب بحروق، لكن حياته لم تعد في خطر. وبين الضحايا اعضاء فريق "الشباب الرياضي" لمدينة تمنراست الذي كان مقرراً ان يجري مباراة مع فريق غرداية. وبين القتلى وجوه بارزة مثل السيدة شعلال، وهي مساعدة قائد الطائرة التي كانت حظيت بتكريم الشركة السنة الماضية لمناسبة عيد المرأة، كما قتل قائد الطائرة الذي تولى قيادة رحلات رئاسية عدة. واكدت مصادر متطابقة ان الحادث يعود الى خلل تقني تسبب في احتراق المحرك الايمن للطائرة وهي من طراز "بوينغ 737" وتحمل اسم "جبل الضاية" مباشرة بعد اقلاعها من مطار تمنراست 2000 كلم جنوب العاصمة وافيد ان الطائرة التي كانت في ورشة الصيانة الاربعاء الماضي أُدخلت الى الخدمة صباح الخميس، وانه تم تسجيل خلل تقني فيها، مما دفع مسؤولي الشركة الى تأخير رحلتها من العاصمة الى تمنراست مدة ساعتين. ونقل عن ابن قائد مضيفي الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة الرقم 6289 بين تمنراست غرداية الجزائر العاصمة، ان والده اتصل به من مطار غرداية حيث حطّت الطائرة في طريقها الى تمنراست ليؤكد له بأنه قد يتأخر في العودة الى المنزل بسبب تسجيل خلل تقني في الطائرة مرة ثانية. ولاحظ طيّار جزائري بارز ان حدة زاوية الاقلاع التي يفرضها الجبل المقابل للمطار في تمنراست لم تساعد، على ما يبدو الطيار، في تجاوز مشكلة الخلل الذي اصاب المحرك. لكن الناطق باسم شركة "الخطوط الجوية الجزائرية" دالي شاوش اكد ان الطائرة "صُنعت في العام 1984 وتستجيب مقاييس الاستغلال الدولية"، واضاف: "نحن في انتظار معلومات دقيقة عن الحادث بعد الحصول على العلبة السوداء".