حققت محادثات تهدف إلى نزع سلاح الجيش الجمهوري الإرلندي وتفعيل حكومة إرلندا الشمالية المعلقة تقدماً امس، في اليوم الثاني من المحادثات التي كان من المقرر ان تستمر يوماً واحداً فقط. ومكث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في بلفاست على رغم انهماكه في ملف العراق، وذلك في مسعى للتوصل الى اتفاق تاريخي في الاقليم المضطرب. ويحاول بلير ونظيره الإرلندي بيرتي اهيرن اقناع الجيش الجمهوري الإرلندي بتقديم مبادرة قوية والموافقة على نزع سلاحه، في مقابل الحصول على تنازلات منها انسحاب القوات البريطانية من الاقليم. وستكون هذه المبادرة من جانب المنظمة الكاثوليكية التي قاتلت الحكم البريطاني للاقليم منذ عقود، خطوة مهمة على طريق اقرار السلام في إرلندا الشمالية وتهدئة مخاوف الغالبية البروتستانتية فيه، الموالية لبريطانيا. ويمكن ان ترضي هذه الخطوة الاحزاب البروتستانتية وتمهد الطريق لتفعيل حكومة الاقليم التي علقت نشاطها خلال الاشهر الخمسة الماضية. ويسعى بلير والاحزاب السياسية في الاقليم الى اعادة تشكيل حكومة تتشارك في السلطة في بلفاست. ويحاول بلير واهيرن التوصل الى اتفاق مع الاحزاب الرئيسية في إرلندا الشمالية، استعداداً للانتخابات التي ستجرى هناك في ايار مايو المقبل. وترغب الاطراف في التوصل الى اتفاق قبل بدء الحملات الانتخابية رسمياً في 21 الشهر الجاري. وقال الناطق باسم بلير ان المفاوضات التفصيلية تحقق تقدماً. وأضاف: "لن نتوصل الى وثيقة دسمة لكن سيمكن التوصل الى اتفاق مشترك، الى شيء يمكن ان تأخذه الاحزاب لتتشاور مع اعضائها حوله".