سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأسواق تخسر 2.5 مليون برميل فور بدء الحرب على العراق . الكويت ستوقف الانتاج من حقولها الشمالية والغربية وتلجأ إلى "مخزون احتياط" لتلبية زبائنها و"الأصدقاء"
سيعني توقف انتاج النفط من الحقول الشمالية الكويتية وحقل المناقيش الغربي بعد اغلاق حقلين صغيرين قبل نحو عشرة ايام تراجع الصادرات النفطية الكويتية، فور بدء الحرب، نحو 725 الف برميل يومياً من اصل حجم الانتاج البالغ حالياً 2.1 مليون برميل يومياً. وستؤدي الحرب كذلك الى وقف الصادرات العراقية التي تزيد قليلاً على 1.7 مليون برميل يومياً ما يؤدي الى خسارة الاسواق الدولية حوالى 2.5 مليون برميل يومياً، أي ما يساوي حجم القدرة الانتاجية الاضافية للسعودية، مما سيزيد الضغوط على باقي دول "اوبك"، والمنتجين من خارجها، للضخ بكامل قدراتها اثناء الحرب "حتى لا ترتفع الاسعار بدرجة عالية خصوصاً في الأيام الاولى للحرب التي ستقرر مصير الآبار العراقية خصوصاً في الجنوب" كما تتوقع سوق النفط في لندن. ويمكن ان تلجأ الكويت الى مخزون احتياط بنته في الخارج لتلبية حاجات زبائنها و"الأصدقاء". تراجع سعر خام القياس الاوروبي برنت في المعاملات الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن امس الاثنين بأكثر من نصف دولار بعدما بدأ العراق مطلع الاسبوع تدمير صواريخ "الصمود - 2". ولم تتأثر السوق باعلان الكويت انها ستغلق جميع حقول النفط الشمالية في البلاد وطاقتها الانتاجية 400 ألف برميل يومياً، وربما تغلق منطقة الانتاج الغربية التي تضخ نحو 300 ألف برميل يومياً اذا وقعت حرب في العراق. وعند الظهر انخفض "برنت" في عقود نيسان ابريل 62 سنتاً الى 32.17 دولار للبرميل ودون حد الدعم عند أدنى مستوى الاسبوع الماضي البالغ 32.20 دولار للبرميل مواصلاً مسيرة التراجع التي بدأت الجمعة. وانخفض السولار تسليم آذار مارس ثمانية دولارات الى 313 دولاراً للطن. وفي التعاملات الالكترونية على نظام اكسيس في بورصة نايمكس واصل الخام الاميركي الخفيف تراجعه وفقد 96 سنتاً ليصل الى 35.66 دولار للبرميل ويصبح اقل باكثر من اربعة دولارات عن اعلى مستوى له منذ حرب الخليج الذي سجله الاسبوع الماضي عند 39.99 دولار للبرميل. وتعهدت "اوبك" بالسماح للدول الاعضاء بضخ النفط بلا قيود في حال توقف الامدادات من العراق لكن اذ اضر الهجوم الاميركي المتوقع على العراق بدول الخليج المجاورة، فإن عدداً كبيراً من المحللين يخشى الا تتمكن المنظمة من تعويض النقص. ونقلت "وكالة الانباء الكويتية" كونا عن احمد راشد العربيد رئيس "شركة نفط الكويت" قوله: "سيتم اغلاق جميع حقول المنطقة الشمالية في حال بدء الحرب المتوقعة ضد العراق حفاظاً على سلامة العاملين في هذه الحقول". وقد يتم ايضاً "وقف الانتاج من حقل المناقيش الغربي البالغ 300 الف برميل يومياً... لكن الكويت ستحاول تعويض تراجع الانتاج من حقول جنوبية وغربية اخرى". ولا تملك الكويت، التي تصل حصتها في "اوبك" 1.966 مليون برميل يومياً قدرات انتاج اضافية ملموسة، كما انها مضطرة الى خفض صادراتها من المشتقات المكررة لتلبية حاجات الجيوش المتمركزة في اراضيها والتي ستنطلق منها في الهجوم على العراق. المخزون الاحتياط وكانت انباء سُربت قبل نحو ثلاثة شهور ذكرت ان الكويت خزنت على متن ناقلات في اعالي البحار كميات كبيرة من الخام وحتى من المشتقات المكررة استعداداً للطوارئ. وقالت مصادر في حينه ل"الحياة" ان الكويت "بدأت بخزن كميات كبيرة لاستخدامها في الأزمة وان المخزون بني على مدى نحو عامين وحُولت اليه الكميات التي اضطرت الكويت الى خفضها من الانتاج تلبية لقرارات منظمة اوبك". وساعد خطر الحرب ونقص المخزون في الولاياتالمتحدة بارتفاع اسعار العقود الاميركية الى اعلى مستوى في 12 عاماً الاسبوع الماضي، إلا أن قرار العراق الاذعان لمطالب الاممالمتحدة بتدمير الصواريخ ودعوة فرنساوروسيا لايجاد حل سلمي للازمة أديا إلى مبيعات لجني الارباح. وقال عبدالله العطية رئيس "أوبك" ان المنظمة ستوقف عن العمل بحصص الانتاج اذا أدى هجوم على العراق ثامن أكبر مصدر للنفط في العالم الى وقف صادراته. وقال العطية في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي "إذا حدث نقص واحتاج العالم الى مزيد من النفط فسنفعل ذلك… سننتج النفط بأقصى طاقة اذا كانت السوق تحتاج الى ذلك". من جهة ثانية ذكرت وكالة انباء "اوبكنا" نقلا عن امانة المنظمة ان سعر "سلة اوبك" ارتفع الجمعة الماضي الى 32.62 دولار للبرميل من 32.48 دولار الخميس. وفي موسكو، قالت مصادر بصناعة النفط ان صادرات روسيا من النفط عن طريق شبكة الانابيب التي تحتكرها شركة "ترانسنفت" الحكومية استقرت في شباط فبراير الماضي على 3.1 مليون برميل يومياً مقارنة مع 3.09 مليون في كانون الثاني يناير.