تعهدت كوريا الشمالية مقاومة كل المطالب الدولية بأن تسمح بدخول مفتشين دوليين إلى البلاد أو أن توافق على نزع أسلحتها، معتبرة أن العراق "ارتكب هذا الخطأ ويدفع الثمن الآن". وذكرت صحيفة "رودونغ سينمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم في تعليق "أن جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كانت ستلقى بالفعل المصير البائس نفسه الذي لقيه العراق لو أنها تنازلت عن مبادئها الثورية وقبلت مطالب الإمبرياليين وأتباعهم بالتفتيش الدولي ونزع الأسلحة". وأضافت الصحيفة "أن جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية ستزيد من قدراتها الدفاعية وستستعرض قوتها بالكامل تحت شعار السياسة المعتمدة على الجيش". جاء ذلك في وقت أجرت القوات الأميركية والكورية الجنوبية مناورات ميدانية تشمل معارك وهمية وعمليات إنزال برمائي. واعتبرت بيونغيانغ أمس أن المناورات الجارية قرب الحدود الفاصلة بين الكوريتين "استفزاز لا يمكن التغاضي عنه" ويهدد جهود التقارب بين الجانبين. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن "هدفاً عسكرياً خطيراً يجرى السعي إلى تحقيقه من إجراء مثل هذه المناورات في منطقة قريبة جداً من خط الترسيم العسكري. ومن الواضح أن القوات الكورية الجنوبية اختارت الحرب ضد الشمال والسير ضد اتجاه عصر إعادة التوحيد المستقل". وسعى وزير الوحدة في كوريا الجنوبية جيونغ سي هيون إلى تهدئة الأجواء في شبه الجزيرة الكورية مؤكداً أمام لجنة برلمانية أن الولاياتالمتحدة لا تنوي مهاجمة كوريا الشمالية. ونقل مسؤول في الوزارة عن جيونغ "أن القلق الذي يشعر به السكان في كوريا الجنوبية وأعربت عنه وسائل الإعلام عن احتمال شن هجوم أميركي على كوريا الشمالية لا يقوم على وقائع حقيقية". على صعيد آخر حض مسؤولون رفيعو المستوى من كوريا الجنوبية قوى كبرى على السعي إلى معالجة المطامح النووية لبيونغيانغ على نحو سلمي. واجتمع وزير خارجية كوريا الجنوبية يون يونغ كوان مع نظيره الأميركي كولن باول في واشنطن واقترح أن تأخذ الولاياتالمتحدة زمام المبادرة على غرار المبادرات التي قامت بها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون إزاء الصين في السبعينات. وصرح باول إثر اللقاء أن الوزير الكوري طرح بعض الاقتراحات في شأن التعامل مع كوريا الشمالية، لكن واشنطن ما زالت ترى أن عقد منتدى متعدد الأطراف هو الحل الامثل.