توعدت كوريا الشمالية امس السبت بمقاومة مطالب دولية بان تسمح بدخول مفتشين دوليين الى البلاد او ان توافق على نزع اسلحتها وقالت ان العراق ارتكب هذا الخطأ وانه يدفع الثمن الآن وقالت صحيفة رودونج سينمون الناطقة باسم الحزب الحاكم في تعليق ان بيونجيانج كان يمكن ان تلقى نفس المصير البائس للعراق لو انها تنازلت عن مبادئها الثورية لتقبل مطالب أعلنها امبرياليون واتباعهم تنادي بالتفتيش الدولي ونزع الاسلحة. وانتقدت كوريا الشمالية المناورات العسكرية التي اجرتها القوات الامريكية والكورية الجنوبية وشملت معارك وهمية وعمليات انزال برمائي. واجرت القيادتان ايضا في الاونة الاخيرة مناورات حربية من خلال الكمبيوتر.وقالت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية ان هدفا عسكريا خطيرا يجري السعي لتحقيقه من اجراء مثل هذه المناورات في منطقة قريبة جدا من خط الترسيم العسكري. من الواضح ان القوات الكورية الجنوبية اختارت الحرب ضد الشمال والسير ضد اتجاه عصر اعادة التوحيد المستقل. من جانبه حرص وزير الخارجية الامريكية جنرال الحرب السابق كولن باول على تحاشي اثارة كوريا الشمالية قائلا أن بلاده عازمة على مواصلة الجهود الدبلوماسية لحل الازمة مع كوريا الشمالية.وأن اهتمام واشنطن بالازمة النووية لبيونج يانج لم يتغير بسبب الحرب الدائرة فى العراق. وقال باول خلال اجتماعه مع نظيره الكورى الجنوبى يونج كوان يوون الليلة قبل الماضية فى واشنطن ان الحكومة الامريكية تجرى مشاورات متواصلة حول الازمة مع المسئولين فى كوريا الجنوبية والصين وروسيا واليابان والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعقب الاجتماع اضاف باول قائلا: لا زلنا على موقنا بأن الاسلوب المناسب للتعامل مع الموقف النووى القائم مع كوريا الشمالية يتأتى عبر الحوار متعدد الاطراف. ومن جانبه قال وزير الخارجية الكورى الجنوبى ان واشنطن وسيول اتفقتا على بعض الاستراتيجيات المشتركة للتعامل مع كوريا الشمالية 00 واضاف انه من خلال التعاون الاوثق ستتمكن الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية من حل القضية0 وفي وقت سابق امس سعى وزير الوحدة بكوريا الجنوبية جيونج سي هيون لتهدئة الاجواء في شبه الجزيرة الكورية مؤكدا أمام لجنة برلمانية أن الولاياتالمتحدة لا تعتزم مهاجمة كوريا الشمالية. ونقل مسؤول اخر بوزارة الوحدة عن الوزير قوله أمام اللجنة ان القلق الذي يشعر به السكان (في كوريا الجنوبية) وأعربت عنه وسائل الاعلام بشأن احتمال شن هجوم أمريكي على كوريا الشمالية لا يقوم على وقائع حقيقية. ونسب المسؤول الى جيونج قوله: لم يذكر مسؤولو الحكومة الامريكية شيئا عن شن هجوم على كوريا الشمالية. وثارت الازمة الاخيرة في أكتوبر تشرين الاول عندما قال مسوؤولون أمريكيون ان كوريا الشمالية اعترفت سرا بالعمل على تطوير أسلحة نووية. وتصر بيونجيانج دون أن تعترف بمثل هذا البرنامج رسميا على أن أي برنامج نووي يهدف لخدمة أغراض دفاعية محضة في مواجهة ما تعتبره خطرا عسكريا أمريكيا يهدد وجودها. وشرعت كوريا الشمالية في حملة استفزازية لاجبار واشنطن على الدخول في محادثات مباشرة والتفاوض بشأن معاهدة عدم اعتداء. فخلال الشهر المنصرم اعترضت كوريا الشمالية طائرة تجسس أمريكية في أجواء دولية واختبرت صاروخين قصيري المدى. وأشار تقرير ياباني الى أن بيونجيانج قد تختبر قريبا صاروخا أطول مدى قادرا على ضرب مدن يابانية كبرى. وعلى صعيد اخر حث مسؤولون رفيعو المستوى من كوريا الجنوبية قوى كبرى على السعي لمعالجة المطامح النووية لبيونجيانج على نحو سلمي. وكانت العلاقات بين الكوريتين قد تحسنت تحسنا ملحوظا عام 2000 عندما عقد الرئيس الكوري الجنوبي انذاك كيم داي جونج اجتماع قمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج ايل وذلك بعد مواجهة ظلت قائمة بين البلدين منذ الحرب الكورية التي دارت من عام 1950 الى عام 1953 . لكن خطى التقارب بين الكوريتين تباطأت بشدة عندما تولى الرئيس الامريكي جورج بوش منصبه في العام التالي منتهجا خطا أكثر تشددا ازاء كوريا الشمالية.واتهم بوش كوريا الشمالية بأنها تشكل محورا للشر مع العراق وايران من خلال السعي لحيازة أسلحة دمار شامل ونشرها. ولا تزال الكوريتان في حالة حرب رسميا اذ أن الهدنة التي أنهت النزاع بينهما لم تؤد الى توقيع معاهدة سلام.