سيول، فيينا - رويترز، أ ف ب - توعد وزير الدفاع كيم ايل تشول وزير دفاع كوريا الشمالية "بمعاقبة" الولاياتالمتحدة "بلا رحمة" في حال اندلاع حرب نووية. فيما افاد مسؤول حكومي كوري جنوبي رفيع المستوى ان بيونغيانغ باشرت ازالة اجهزة المراقبة التي وضعتها الاممالمتحدة في مصنع ينتج قضبان وقود نووي. وفي تصعيد للنغمة القتالية لكوريا الشمالية وسط التوترات الراهنة حول البرنامج النووي للدولة الشيوعية قال كيم ان جيشه مستعد "للقتال حتى النهاية ضد الامبرياليين والاعداء في الموقف الخطير الراهن". ونقلت وكالة انباء كوريا المركزية الرسمية عن كيم ان "صقور الولاياتالمتحدة متغطرسون بما يكفي ليزعموا من دون وجه حق ان جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية الشمالية مضت قدماً في برنامج نووي، ويدفعوا بالسياسة العدوانية ضد الجمهورية الى مرحلة خطيرة للغاية ... واذا كانوا سيجرؤون ويشنون حرباً نووية سينهض الجيش والشعب ليعاقب بلا رحمة المعتدين الامبرياليين الاميركيين". ودعا وزير الدفاع كل الجنود والمدنيين في البلاد الى التحول ل"قنابل بشرية" ضد الولاياتالمتحدة. واكد انه "يتعين على كل ضباط ورجال الجيش الشعبي الكوري ان يستعدوا للتحول الى قنابل بشرية والى مقاتلين مستعدين لتفجير انفسهم من اجل الدفاع عن مقر الثورة". وبثت هذا الاعلان وكالة الانباء الحكومية الكورية الشمالية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتولي كيم يونغ الثاني القيادة العليا للقوات المسلحة. واتهم الولاياتالمتحدة ب"قيادة شبه الجزيرة الكورية الى حافة الحرب النووية". وذكرت صحيفة رودونغ سينمون الناطقة باسم الحزب الحاكم الكوري الشمالي ان الولاياتالمتحدة وحدها في وسعها حل مشكلة الاسلحة النووية، وحذرت واشنطن من ان تدويل القضية سيجلب "كارثة غير محسوبة". وأعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أمس ان "كوريا الشمالية بدأت الاثنين نزع الاختام وكاميرات المراقبة في المصنع الذي ينتج قضبان الوقود النووي" في منشآت اوقف العمل بها بموجب اتفاق ابرم العام 1994 مع الولاياتالمتحدة. وأوضحت ان "تفكيك هذه التجهيزات سينجز اليوم أمس". وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها لا تستطيع التحقق مما اذا كانت كوريا الشمالية حولت مواردها لتصنيع قنابل ذرية بعدما عطلت بيونغيانغ كاميرات المراقبة في ثلاث منشآت في يونغبيون يشتبه في انها تستخدم لانتاج بلوتونيوم يمكن ان يستخدم في تصنيع الاسلحة. وانتقد الرئيس الكوري الجنوبي كيم داي جونغ بيونغيانغ لتجاهلها موقف "العالم اجمع المعارض لامتلاك كوريا الشمالية اسلحة نووية". وفي بكين جددت الصين دعوتها الى الحوار بين واشنطن وبيونغيانغ بعدما هاجمت الولاياتالمتحدة في شدة كوريا الشمالية لازالتها معدات مراقبة تابعة للامم المتحدة من مفاعل نووي. وأعربت عن رغبتها في اعلان شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الاسلحة النووية. وكانت الولاياتالمتحدة حذرت كوريا الشمالية من استغلال انشغال العالم بمشكلة العراق والمضي قدماً في برنامجها النووي قائلة ان واشنطن قادرة على دخول حربين في آن. لكن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، وعلى رغم تصريحاته المتشددة قال ان الديبلوماسية لا تزال في ما يبدو الطريقة المثلى للتعامل مع الدولة الشيوعية. واعتبر ان بيونغيانغ سترتكب خطأ اذا تصورت ان الحملة التي تستهدف نزع سلاح العراق ستحول الاهتمام بعيداً من تطلعاتها النووية. وقال رامسفيلد في بيان أول من أمس امام وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون: "نحن قادرون بكل تأكيد على كسب واحدة حرب وإلحاق هزيمة سريعة بالعدو في حال نشوب اخرى. ما من شك في ذلك". وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب ريكر أمس ان الولاياتالمتحدة لا تريد تصعيد الازمة مع كوريا الشمالية، ولكنها لن تخضع للابتزاز. واضاف "قلنا من قبل اننا لسنا قلقين بشأن تصعيد هذه المشكلة ولكننا لن نخضع للابتزاز.. اذا كانت كوريا الشمالية تسعى للحصول على دعم من الولاياتالمتحدة فليست هذه هي الوسيلة لعمل ذلك". وفي لندن اعربت بريطانيا عن قلقها الشديد من البرنامج النووي لبيونغيانغ، لكنها اصرت على ان الديبلوماسية هي افضل الطرق امام المجتمع الدولي في الوقت الراهن. وقال بيل رامل وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية والمسؤول عن الشؤون الكورية: "نبعث في كل الاتجاهات رسالة حاسمة وواضحة للغاية مفادها ان التصرف الراهن غير مقبول".