أعلنت الإمارات أنها ستطرح مبادرتها لحل الأزمة العراقية على القمة الإسلامية الطارئة في قطر، وانتقدت الزعماء العرب لعدم مناقشة المبادرة في قمة شرم الشيخ، فيما بحث الشيخ زايد بن سلطان المبادرة مع ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. استقبل رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الرئيس الحالي للقمة العربية، وبحث معه في المبادرة التي طرحها الشيخ زايد لحل الأزمة العراقية. وأجرى الشيخ زايد وملك البحرين، اللذان اجتمعا في أبوظبي أمس، تقويماً شاملاً لنتائج القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، وإمكانات التحرك العربي لمنع اندلاع الحرب في المنطقة. وتركز البحث على مبادرة الشيخ زايد التي قدمتها الإمارات للقمة تقترح تخلي القيادة العراقية عن السلطة في مقابل ضمانات عربية ودولية، وتكليف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والأممالمتحدة الاشراف الموقت على السلطة في بغداد. وشدد وزير الخارجية الإماراتي راشد عبدالله النعيمي على أن مبادرة الشيخ زايد تهدف إلى حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية. ووجه الوزير الإماراتي انتقادات شديدة للقيادة العراقية، وقال على هامش مشاركته في اجتماع عقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة أمس، إن الوفد الإماراتي إلى اجتماع الوزراء طرح مبادرة الشيخ زايد وتمت مناقشتها وسيصدر بيان في شأنها في ختام الاجتماع. وعن طرح المبادرة في القمة العربية، قال إن المبادرة لم تطرح في القمة العربية. وقال إن القمة لم تفهم منطلقات هذه المبادرة التي جاءت مبنية على حل سلمي للمسألة العراقية، وتهدف إلى عدم تعريض العراق للحرب. ونفى بشدة أن تكون المبادرة تدخلاً في الشؤون العراقية، وأضاف: "إذا تم العدوان الحرب ودُمر العراق فهذه هي الكارثة. ونحن نسعى من أجل أن تعمل القيادة العراقية لايجاد حل مع الشعب العراقي وبدعم عربي". وأضاف ان المبادرة لا تستبعد دور القيادة العراقية الذي وصفه بأنه مهم في هذا الموضوع. وأكد النعيمي أن الإمارات "ستطرح هذه المبادرة في كل المحافل الدولية وفي أي لقاء إسلامي وعربي، وستطرح على القمة الإسلامية المقبلة" في الدوحة. وشدد على أنها "ستبقى مبادرة مطروحة ومخرجاً سلمياً لهذه الكارثة التي تتعرض لها القيادة العراقية والشعب العراقي". وسُئل عن وصف مسؤولين عراقيين للمبادرة بأنها "هراء"، فقال: "هم العراقيون يقولون ما يريدون لأنهم لا يقرأون. ولو كانت القيادة العراقية تقرأ قراءات صحيحة، ما كانت هذه سياستهم، وهذا هو اسلوب السياسة العراقية وهو اسلوب الاتهام بالعمالة وتسفيه الآراء والاتهام بالخيانة". وفي دبي، وجه وزير الإعلام والثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان انتقادات للزعماء العرب وجامعة الدول العربية لعدم مناقشة القمة العربية مبادرة بلاده بتنحي الرئيس صدام حسين بهدف تفادي شن حرب على العراق. ونقلت "وكالة أنباء الإمارات" عن الشيخ عبدالله ان "العرب فقدوا، لسوء الحظ برفضهم حتى مناقشة مبادرة الإمارات، آخر أمل لحل عربي للأزمة العراقية". وأضاف الوزير متحدثاً من شرم الشيخ لو كانت القمة "أيدت مبادرة الإمارات فلن يكون أمام أميركا أو الأممالمتحدة إلا القبول بها. ولكن الجامعة ليس لديها الجرأة لمناقشة الموضوع". وقال إن الزعماء العرب "لا يريدون مناقشة هذه المبادرة، لأنهم ينظرون إليها على أنها سابقة خطيرة. ولكن السابقة الخطيرة مع الأسف لا تنطبق إلا على النظام العراقي الذي جلب من الويلات على العالم العربي والعراق وجيرانه ما لم يحققه أي قائد عربي". وسخرت بغداد من المبادرة الإماراتية، وانتقدت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي صدام حسين، الإمارات من دون أن تذكرها بالاسم، واتهمتها ب"العمالة" للولايات المتحدة. واعتبرت الصحيفة "من قدم هذا المقترح" بأنه "عميل بالواسطة ذو وجه عربي وقلب شيطاني ولسان أميركي"، مضيفة انه "ينطق بما يسعى إليه الأميركيون من أعداء الأمة غرضه فرقتها، وارادته أن يزرع قنبلة في مؤتمر القمة ليفجر الصف". واعتبر الأمين العام لمؤتمر القوى الشعبية العربية سعد قاسم حمودي هذه المبادرة بأنها "سابقة خطيرة تتناقض مع ميثاق الجامعة العربية وميثاق الأممالمتحدة التي تؤكد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية أو الوصاية على خيار الشعوب". وكانت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" ذكرت أن صاحب كازينو في ماكاو، ستانلي هو هونغ سان، أبلغ الرئيس صدام حسين أن كوريا الشمالية مستعدة لاستقباله في حال اراد مغادرة بلاده.