تمثل قوافل الشاحنات التي تحمل أطعمة وذخيرة للقوات التي تتقدم الهجوم في العراق نقطة ضعف بدرجة متزايدة للقوة المدرعة المستخدمة في الغزو. وفي هجوم مفاجئ شاهده مراسل "رويترز" الاربعاء شنت مجموعة صغيرة من العراقيين باستخدام تكتيكات حرب العصابات هجوماً على طابور يتألف من حوالى 80 عربة تدعم الوحدات القتالية لمشاة البحرية الأميركية. ودفع اطلاق نار من بين الاشجار إلى جانب الطريق جنود مشاة البحرية الأميركية إلى البحث عن ساتر وراء العربات قبل ان تتمكن دبابات من التدخل ومطاردة المهاجمين. وقال الكوربورال جون جريمس 19 عاماً، الذي هرع الى شاحنته من دون اطلاق رصاصة واحدة على المهاجمين المختبئين: "لم نتمكن من رؤية الذين يطلقون الرصاص علينا". وأفاد مراسل "رويترز"، بعد الهجوم الذي وقع شمال مدينة الناصرية: "كانت الطلقات قريبة جداً منا". وأظهر هذا الهجوم، وهو الأول ضد قافلة امدادات أميركية منذ بدء الحرب، ان مجموعة ربما تتألف من عشرة رجال مسلحين ببنادق هجومية يمكنهم ان يعطلوا موقتاً قافلة تدعم دبابات وطائرات هليكوبتر وناقلات جند مدرعة. ولم ترد تقارير عن القتلى أو الجرحى في أي من الجانبين اثناء المعركة التي استمرت 30 دقيقة، لكن هذه المعركة أدت إلى توتر أعصاب سائقي مشاة البحرية الذين لم يشارك أي منهم في قتال من قبل. وتأكد الخطر الذي تتعرض له خطوط الامداد الأحد الماضي عندما انحرفت قافلة امدادات تابعة للقوات الأميركية في طريق خاطئ أثناء معركة قرب الناصرية. وقال مسؤولون أميركيون إن جنودهم تعرضوا لكمين نصبته قوات نظامية عراقية، وان بعضهم أخذوا أسرى. وليس خطر التعرض لكمين احتمالاً مخيفاً فحسب لمشاة البحرية الذين يتقدمون ببطء في تحرك بطيء للشاحنات يشاهد من مسافة أميال في انحاء الصحراء، وإنما يسبب متاعب أيضاً لمخططي وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون. إذ أن خطوط الإمداد حيوية للمحافظة على الايقاع الذي تريد واشنطن ان يكون سريعاً لحملتها العسكرية مما يجعلهم "هدفاً سهلاً" للقوات العراقية التي لا يمكن للأسلحة التي لديها ان تؤثر في الدبابات الأميركية من طراز "ام - 1 ايه 1" التي تنتشر في المقدمة. ومن دون إمدادات لا يمكن حتى للدبابات ان تقاتل طويلاً.