قال محللون عسكريون بريطانيون امس ان خروج قوات من الحرس الجمهوري من بغداد ليل الأربعاء - الخميس وفجر أمس، مستغلة العواصف الرملية التي تعيق تحليق مروحيات "أباتشي" الاميركية، لمواجهة القوات الاميركية المندفعة من الجنوب سيشكل أعسر امتحان للقوات الغازية التي افترض قادتها ان الحرس الجمهوري "لن يجرؤ" على الخروج من بغداد خشية التعرض لقصف جوي شديد. ونقلت صحف بريطانية عن مصادر عسكرية اميركية في الخليج ان الطابورين من الحرس الجمهوري واللذين يضم كل منهما ألف عربة مدرعة، بما في ذلك دبابات "تي - 72" اتجهت من العاصمة العراقية نحو الجنوب في اتجاه خطي اندفاع قوات الحلفاء الرئيسيين في وسط البلاد. وكانت مصادر في فرقة المشاة الاميركية الثالثة الموجودة على بعد نحو 90 ميلاً جنوببغداد اعطت نبأ خروج قوات الحرس الجمهوري لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية. ويعني خروج هذه القوات العراقية ان فرقة مشاة البحرية الاميركية الأولى الموجودة على يمين الاندفاع الاميركي وفرقة المشاة الثالثة على اليسار ستواجهان معركتين حاسمتين في هذه الحرب. وذكرت المصادر ان فرقة "بغداد" من الحرس الجمهوري كانت تتجه صوب مشاة البحرية، فيما كانت فرقة "المدينة" متجهة نحو فرقة المشاة الاميركية الموجودة الى الجنوب من كربلاء. وذكر قادة عسكريون اميركيون ان 800 عراقي قتلوا في معارك متحركة بين الحرس الجمهوري وفرقة المشاة الاميركية الثالثة التي كانت تحاول فرض اندفاع مركزي ثالث نحو بغداد. ومن شأن المواجهة بين القوات الاميركية والحرس الجمهوري ان يكون اعسر امتحان لقرار الحلفاء المثير للجدل بمواجهة العراقيين بقوات خفيفة في صورة رئيسية. وكان الافتراض الرئيسي وراء ذلك القرار ان الحرس الجمهوري "لن يجرؤ على المجازفة بالخروج من بغداد خشية ان تدمره طائرات التحالف". وسيختبر خروج الحرس الجمهوري تلك النظرية. واذا لم تنجح القوة الجوية، فإن مشاة البحرية الاميركية يمكن ان تكون أخف من ان تستطيع مواجهة قوات عراقية مزودة دبابات "تي - 72". ويأتي هذا الهجوم العراقي المضاد في وقت يكاد فيه الحلفاء ان يعترفوا بأنهم استخفوا بقوة العراقيين وقدرتهم على التصدي للقوات الاميركية والبريطانية. وقال قادة عسكريون للتحالف انهم يعيدون النظر في استراتيجيتهم الآن من أجل مواجهة القوات الخاصة العراقية التي تهاجم خطوط امداداتهم. وبدأ "البنتاغون" أمس بإرسال 30 ألف عسكري، بينهم أفراد وضباط فرقة المشاة الرابعة، التي كانت سترسل الى شمال العراق عبر تركيا، الى الكويت. وقال مراسل "سي ان ان" المرافق للواء المشاة الاميركي السابع ان القوات الاميركية تستعد لاشتباك مع الحرس الجمهوري ربما في غضون ساعات واستدعت مساندة جوية. غير ان رئيس هيئة الاركان الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز قال في ايجاز للصحافيين في واشنطن ان القوات الاميركية "تحضر للاشتباك مع عدد صغير من العربات العراقية المتحركة صوب الجنوب من بغداد". واضاف: "معلوماتنا تفيد بأن سيارات قليلة آتية في اتجاه فجوة كربلاء، ويجري الاشتباك معها كلما عثرنا عليها".