ضمن تظاهرات الإحتجاج والتعبير عن الغضب الشعبي إزاء الأوضاع المتفجرة في فلسطين اعتصم عشرات من إبرز الفنانين والأدباء الفلسطيين الذين يعيشون في حدود فلسطين التاريخية 1948 أمام مبنى القنصلية الأمريكية في القدس تضامناً مع أشقائهم الفنانين المعتقلين تحت وطأة الحصار القسري المفروض على الأراضي المحتلة. التظاهرة الإعتصامية حملت لافتات نددت بسياسة الإحتلال وعواقبها ورفعت صوتها لإيقاف المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون. وخلال الإعتصام غنى الفنانون أغاني من أدب المقاومة "أناديكم" و"سلامي لكم" ومقاطع من مسرحية "جبال الصوان" للرحبانيين والسيدة فيروز وأغنية "فليمسِ وطني حراً" وغنى الفنانون أغنية "سوف ننتصر يوماً ما" بالإنكليزية وهي رائعة المغنية الأميركية جون باييز التي غنتها إحتجاجاً على سياسة البيت الأبيض إبان حرب فيتنام. وقام الفنانون المسرحيون بتمثيل أدوار وإيماءات مرتجلة كأدوات تعبيرية عما يحدث تحت سماء الأرض المحتلة وأنجز الرسامون برسم لوحات زيتية قاموا برفعها أمام كاميرات الصحافة. والتظاهرة انطلقت في شكل حضاري وأكدت وحدة مصير أبناء الوطن الواحد. ومن المشاركين الفنانة الفلسطينية الشهيرة أمل مرقص والممثلون محمد بكري ومكرم خوري وسعيد سلامة وفؤاد عوض مدير "مسرح الميدان" في حيفا وشارك الإديبان شكيب جهشان وسلمان ناطور والرسام خليل زيان وسواهم. الإعتصام رفع نداء للسلام بأصوات الفنانين التي هتفت :"أوقفوا المذابح" و "الفن أقوى من صوت الرشاشات". وعلم أن عناصر من اليمين الإسرائيلي المتشدد سعت الى عرقلة المسيرة لكن إصرار الفنانين كان أقوى من الهجوم الكلامي الذي تعرضوا له والتعابير العنصرية التي اعترضت طريقهم كما حال تدخل حراس القنصلية دون وصول هذه العناصر إلى الفنانين. وبعد نهاية الإعتصام توجه موكب الفنانين نحو مسرح القصبة شرق مدينة القدسالمحتلة في زيارة تضامنية للمسرح بعدما كانت أوقفت الأحداث الدامية نشاطاته ولا يزال مديره جورج إبراهيم محاصراً في رام الله.