اختلف السعوديون كثيراً في تحديد المحطة التلفزيونية التي يعتمدونها لتلقي أخبار حرب الخليج الثالثة، لكنهم اتفقوا جميعاً على نجاح التغطية التلفزيونية الفضائية، وان المحطات العربية نقلتهم الى اجواء المعركة ساعة بساعة. ونسي السعوديون ايضاً اسماء مراسلي محطة "سي ان ان" من امثال برنارد شو وبيتر ارنيت وغيرهما ممن سيطروا على التغطية الاعلامية لحرب الخليج الثانية، التي فتحت للمتلقي السعودي آفاقاً جديدة. وقد باتت قناة التلفزيون السعودية الاولى تقدم تغطية حية لجُلّ احداث الحرب وخصوصاً المؤتمرات الصحافية. وبدأ السعوديون يرددون اسماء وائل عواد وحسن زيتوني وماجد عبدالهادي وشاكر حامد ومسعود بن الربيع وعلي نون ومحمد العبدالله... وقائمة من اسماء مراسلي القنوات العربية الذين باتوا ضيوفاً غير ثقلاء على المنازل السعودية، بل ان المشاهد المحلي الذي يتعرض لتغطية المراسلين العرب أخذ يتنقل بين قنوات "العربية" و"الجزيرة" و"ابو ظبي" و"ال بي سي" وهو يدرك انه سيجد المعلومة والتحليل وفوق ذلك النقل المباشر من كل مكان يصنع فيه القرار لهذه الحرب. وازاء هذا الاهتمام الجماهيري تسابقت المحطات لكسب اكبر شريحة من المشاهدين، لكن نتيجة هذا السباق المحموم لم تعرف بعد، خصوصاً ان من سيحدد افضلية قناة عن اخرى هو المشاهد، وفي المقابل تراجعت اسهم الاذاعات كثيراً خصوصاً راديو "بي بي سي" بعدما كان ملء السمع والبصر في السابق، وهو الجهة المعتمدة في وقت مضى قبل فورة القنوات الفضائية. ويرى بدر ابانمي ان التغطية الاعلامية لهذه الحرب وجدت أصداءً لدى شريحة كبيرة جداً من المجتمع: "اعتقد ان القنوات العربية نجحت في وضعنا في مكان الحدث، والمستفيد من تنافس القنوات هو المشاهد، لا استطيع تحديد القناة التى تحظى بمتابعة اكبر عدد من المتلقين، لكن قناة ابو ظبي الفضائية نجحت في اليوم الاول من القصف وبعدها كسبت ثقة الجمهور، أشيد كثيراً بمراسلي القنوات الفضائية، خصوصاً مراسل "العربية" علي نون، ولا يفوتني ان أشيد ايضاً بانفرادات محطة الجزيرة". ولم يخالف احمد الجبر رأي سابقه كثيراً خصوصاً في ما يتعلق بتنوع الوسائل، لكنه يرى ان قناة "العربية" نجحت في اختبارها الاول منذ اطلاقها قبل نحو من شهر تقريباً "الحرب شهدت تحولاً كبيراً في طريقة التغطية العربية للأحداث الكبيرة، وأجزم ان القنوات تكاد تكون شبه متساوية، لكنني أتابع كثيراً قناة العربية بتقاريرها المتنوعة، وعندما لا أكون امام التلفزيون فإن راديو "ام بي سي" الجديد هو الخيار المفضل". ويؤكد سعود الغامدي انه تعرض لسيل جارف من الاخبار منذ بداية الحرب، وانه بلغ مرحلة التشبع "وبسبب خشيتي من الملل اكتفيت بالاستماع الى نشرتين اخباريتين فقط، واستقي الاخبار من قناة ابو ظبي التي استفادت من طبيعة المنافسة بين العربية والجزيرة واختطت نهجاً مخالفاً لهما فحظيت باحترام الناس، وكنت اتمنى ان تمنح قناة "ال بي سي" وقتاً اطول للاخبار طوال اليوم، ولكن المحطة لا تزال تقدم المسلسلات المكسيكية المدبلجة ومسابقات اختيار ملكات الجمال على رغم ان الجميع منشغل بأحداث الخليج وهذا شيء يدعو للاستغراب". بينما تفرغ محمد المطر لمتابعة قناة "الجزيرة" واعتبرها محطة "ممتازة خصوصاً انها الوحيدة التي عرضت الصور المقززة للضحايا التي خلفها القصف الاميركي، على رغم تحفظي تجاه مواقف قناة الجزيرة الا ان هذا لا يمنع من متابعتي لها خصوصاً في هذه الايام، وهذا لا يتعارض مع تنقلي الدائم بين القنوات الفضائية، ولا أنكر ان العربية تحظى بمتابعة كبيرة من جانب شريحة ليست بالقليلة". ولفت الى ان الناس لم تعد تتحدث عن محطة "سي ان ان" كما كانوا في السابق، "والسبب في نظري ان عامل اللغة يشكل حاجزاً واضحاً لدى المتلقين، وبات جمهور المحطة الاميركية يقتصر على الذين يجيدون اللغة الانكليزية، وعموماً هذا التنافس بين القنوات اثرى الساحة الفضائية وجعل المشاهد حراً في ما يتعرض له".