فرضت الحرب على العراق نفسها على الشارع التجاري في مصر والحقت خسائر بتجار الذهب واقبل المصريون العائدون من الخليج على بيع الدينار الكويتي والريال السعودي في الوقت الذي انخفض التعامل على الدولار بيعاً وشراء. اصابت الحرب على العراق سوق الذهب في مصر ب"سكتة موقتة" تنعكس ملامحها في منطقة الصاغة وسط العاصمة المصرية التي تضم غالبية محلات بيع الذهب وخيم الركود شبه التام على المنطقة على رغم ان نهاية الاسبوع تشهد رواج السوق خصوصاً في الشراء ويتوافد الآلاف من المحافظات سعياً للحصول على نوعية جيدة وخامات موثوق فيها. وأعاد لفيف من التجار الركود القائم الى انصراف المواطنين بصورة لافتة تشبه ما مرّت به السوق عام 1990 عند احتلال العراقالكويت. ويتوقع كبير تجار المنطقة رجب خليل استمرار الركود حتى انتهاء الحرب، مشيراً الى ان غالبية المواطنين تركز على شراء السلع الغذائية الاساسية، في إشارة الى أن الحالة النفسية للمصريين سيئة جداً بسبب الحرب ما انعكس على مزاجهم العام في ظل تراجع حاد للشراء اذ توقفت بصورة كبيرة الافراح وقد تطول حتى انتهاء الحرب وهو ما ظهر في السوق منذ الاثنين الماضي. ويقول خليل: "بالطبع ستؤدي الحرب الى خسارة كبيرة لتجار المصوغات لأن من شأن الحرب رفع سعر الذهب محلياً ودولياً". ويقول سكرتير شعبة الذهب رفيق عباس: "ان الحرب ساهمت في تراجع الاقبال" لكنه خالف الرأي السابق في شأن ارتفاع السعر لافتاً الى ان سعر غرام الذهب عيار 21 تراجع الى 57 جنيهاً من 64 جنيهاً الاسبوع الماضي وتراجع سعر الغرام عيار 18 الى 48 جنيهاً من 51 جنيهاً في السابق. وأشار عباس الى ان استقرار سعر الدولار في السوقين المشروعة وغير المشروعة ساهم ايضاً في الحد من الارتفاع المتكرر للذهب في البلاد، اضافة الى خوف المواطنين من تقلبات السوق بسبب ظروف خارجية. في غضون ذلك زادت، وبصورة كبيرة امس، التعاملات في شركات الصرافة على الدينار الكويتي والريال السعودي نظراً للتدفقات الكبيرة الواردة مع الكويتيين والمصريين العاملين في الكويت الذين وصلوا على مدى اليومين الماضيين. وتوقع رئيس احدى شركات الصرافة العاملة ابراهيم المزلاوي ان يزداد حجم التعاملات في العملتين في المرحلة المقبلة ايضا وذلك كلما اشتدت الأزمة. كما توقع ان ينخفض سعر الدينار والريال نظراً لزيادة المعروض منهما، اضافة الى عدم وضوح الرؤية الآن للأوضاع في منطقة الخليج. وأشار المزلاوي في تصريحات صحافية الى ان تعاملات شركات الصرافة في صعيد مصر شهدت، ولا تزال، نشاطاً كبيراً نظراً لزيادة عدد المصريين العاملين في الدول العربية الذين بدأوا رحلة العودة الى بلادهم نظراً للموقف غير المستقر في منطقة الخليج. وبصفة عامة شهدت اسواق الصرافة امس شبه توقف بيعاً وشراء على الدولار انتظاراً لوضوح الرؤية خصوصاً أن هناك شبه ضبابية في موقف المتعاملين بالعملة الاميركية إذ يتوقع البعض ارتفاع سعره بينما يتوقع البعض الآخر ان ينخفض سعره في السوق المصرية وحتى الآن لم تتضح الرؤية. الى ذلك، أعلن رئيس مصلحة الجمارك محفوظ العرجاوي انه تم اتخاذ الاستعدادات والترتيبات الخاصة بتسهيل الاجراءات الجمركية للمصريين العائدين من الخارج والعرب القادمين إلى مصر. وقال "تم تشكيل غرفة عمليات رئيسة في مصلحة الجمارك الى جانب غرف العمليات الاخرى الموجودة في الموانئ والمنافذ الجمركية والمطارات لمواجهة الاحتمالات وتيسير حركة العمل في تلك المنافذ". وأشار الى انه اعطى تعليمات بتقديم التسهيلات الممكنة للقادمين خصوصاً من دول الخليج والدول المحيطة بمسرح العمليات العسكرية وستكون تلك التسهيلات وفقاً للبضائع والمتعلقات المختلفة مع القادمين الى مصر من الخارج وكذلك العرب القادمين من الخليج وذلك بشكل يحقق الاستفادة لهم ويراعي مصلحة البلاد.