اكدت مصادر قيادية كردية ل"الحياة" وصول عدد من الضباط العراقيين الذين انشقوا عن قيادتهم الى مناطق مختلفة من الاقليم، وسلّموا انفسهم الى "الحزب الديموقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني". ويبدو ان المسؤولين الأكراد يحاولون التكتم على هذه المعلومات تجنباً لتحولهم الى طرف في الحرب، في وقت لم يحسموا بعد، ولم تحسم القيادة الاميركية طبيعة الدور الذي سيلعبونه. وفي هذا الوقت يشهد الاقليم الكردي في شمال العراق حركة لافتة لرؤساء العشائر الكردية، بعدما طغت في الفترة السابقة الاحزاب السياسية على سطح الحركة العامة في هذه المناطق. فقد عاد الى اربيل من السليمانية رئيس عشيرة السورشية عمر سورش الذي تقطن عشيرته شمال شرقي أربيل. وكان سورش انتقل الى السليمانية على اثر خلافاتٍ بينه وبين رئيس "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، كما عاد جوهر هركي أحد أهم وجوه عشيرة الهركي التي تعتبر من اكبر العشائر الكردية عدداً وقوة والتي تسكن في المثلث الحدودي العراقيالايراني التركي. وهركي عضو في المجلس الوطني العراقي، وكان غادر بغداد قبل نحو شهر متوجهاً الى لندن، وبدل ان يعود الى بغداد وصل الى مدينة دهوك على الحدود مع تركيا، ليلاقيه في المدينة الكردية مئات من ابناء عشيرته كانت السلطات العراقية قد سلّحتهم ووزعتهم على محاور عسكرية في منطقة الموصل. وكان وصل الى المناطق الكردية قبل اسابيع قليلة نجل زعيم عشائري كردي آخر هو كريم خان رئيس عشيرة البرادوستية، وهو مقيم في سورية، وجاءت زيارة النجل بهدف التحضير لانتقال والده الى كردستان التي كان أُبعد منها. ويلاحظ هنا نشاط كبير يقوم به بارزاني باتجاه العشائر، اذ استقبل قبل نحو يومين رئيس عشيرة كردية اخرى تقيم على الحدود مع ايران وأسكنه في مضافته في صلاح الدين. ويؤكد مصدر كردي مطلع ان الادارة الاميركية اتصلت برؤساء عشائر كردية وعربية وحاولت تنظيم اجتماع لها بهدف تنظيم دورها في الحرب المقبلة، لكن الاحزاب الكردية لم تحبّذ هذه الفكرة، مُرجّحاً ان يكون الزعماء الاكراد قد فضّلوا - هم - تولي المهمة. ومن المتوقع ان يكون للعشائر الكردية دور كبير في قضايا من نوع عودة لاجئي كركوك مثلاً، ولزعماء هذه العشائر دور ايضاً في ضبط محاولات الانتقام والفوضى في حال وقوع الحرب. ويبدو ان استنهاض دور العشائر واعادة الاعتبار لوجوهها يأتيان أيضاً في سياق جمع القوى الكردية تحت لواء القيادة المحلية في هذه الظروف، خصوصاً ان الكثير من العشائر هُمّشَ دوره بفعل طغيان الاحزاب، خصوصاً "الحزب الديموقراطي الكردستاني" و"الاتحاد الوطني الكردستاني". على صعيد آخر، تشهد مدينة اربيل وقبل ساعات من انتهاء موعد الانذار الاميركي موجة اشاعات مختلفة تحاول القيادة المحلية هنا ضبط انتشارها، فبالإضافة الى اشاعة وصول نائب الرئيس العراقي طارق عزيز التي نفاها المسؤولون الرسميون في "الحزب" و"الاتحاد" انتشرت شائعة اخرى عن استهداف الصحافيين في المدينة مما أدى الى حال بلبلة وتساؤلات تولى مسؤولو الاعلام في الحزب تأكيد عدم صحتها.