حمّل أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح الرئيس صدام حسين مسؤولية "دق طبول الحرب" في المنطقة، بسبب "رفضه تنفيذ القرارات الدولية". ووصف النظام العراقي بأنه "مجموعة من المغامرين" و"لا يتعلم من التجارب"، محذراً من "الوقوع في مصيدته" لأنه "يسعى الى الفتن" في الكويت. وكما خاطب الشيخ جابر الكويتيين قبل ساعات قليلة من انتهاء مهلة الانذار الأخير الذي وجهه الرئيس جورج بوش الى صدام، خاطب الرئيس حسني مبارك المصريين داعياً اياهم الى حماية "الجبهة الداخلية"، والابتعاد عن "المزايدات". وحدد مبارك 3 أخطاء وراء الأزمة العراقية وتداعياتها، محملاً بغداد مسؤولية. وحض على "انقاذ شعب العراق من الدمار وأرضه من التقسيم"، فيما شددت قطر على وحدته و"عدم التدخل في شؤون". أما سورية فنددت على لسان رئيس البرلمان بالحرب "الظالمة" التي تعد لها "قوى العدوان"، متهمة واشنطن ب"الهيمنة" والخروج على الشرعية الدولية. قال أمير الكويت في كلمة قرأها نيابة عنه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد عبر التلفزيون ان "الكويت لا تدق طبول الحرب بل يدقها نظام لا يتعلم من التجارب لحماية مجموعة من المغامرين ومحبي السيطرة". وتابع ان "النظام العراقي لا يتعلم من التجارب، ويريد أن يعاند الإرادة الدولية ويعرض شعبه الشقيق والمنطقة بأسرها لويلات الحرب". ودعا الأمير في الخطاب الأول له منذ شهور، عشية الحرب المحتملة على العراق، الى "الحذر واليقظة مع الظروف التي تمر بها المنطقة"، لكنه شدد على انها "ليست دعوة الى الخوف، فكويت اليوم غير كويت 1990، لكن الكلمة أمانة ولا خير في كلام لا يستند الى فكر مستنير وتأمل طويل واناة حكيمة وخبرة كافية ومسؤولية تحكمها المواطنة ويقظة الضمير، قبل ان تحكمها اللوائح والقوانين". ووصف الظروف التي تمر بها المنطقة بأنها "شديدة الحرج والحساسية"، وحذر من أن "عمليات الالتفاف على وحدتنا في هذه الظروف هدف الأهداف للنظام العراقي في هذه الأيام، ووقوع بعضهم في هذه المصيدة تحت أي ذريعة من الذرائع يكاد ان يخرج من دائرة الغفلة ليصب في دائرة أخطر منها". وزاد ان النظام العراقي "ما زال ينفذ سمومه مع كل لمحة ونفس ضد وجودنا وتلاحمنا، ويبث الفتن ويختلق الأكاذيب ويشتري الذمم ليشوه صورتنا في عيون أمتنا". وختم محذراً من "الغفلة"، وقال ان "النظام العراقي الذي يدعي العروبة والاسلام لا يخفي عداءه ويكشر عن أنيابه جهاراً، مهدداً وجودنا ومنتهكاً بذلك قرارات الشرعية الدولية". بيان مبارك والأخطاء الثلاثة الى ذلك، اكد الرئيس مبارك ان مصر "كانت حريصة على أن تحل الأزمة العراقية تحت مظلة الاممالمتحدة" معتبراً ان شبح الحرب خيّم على المنطقة كلها "نتيجة فشل الديبلوماسية الدولية". ودعا في بيان وجهه الى الشعب المصري امس الى "ضرورة ان يراعى تحقيق سيادة العراق وسلامته الاقليمية ووحدة اراضيه، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمة العربية". وقال ان التعامل مع القضية العراقية "يجب ان يراعي رفع المعاناة عن شعب العراق الشقيق، وعدم التدخل لتغيير نظام الحكم بالقوة، باعتبار الحكم شأن كل دولة". وحدد مبارك عدداً من المرتكزات عند التعامل مع الازمة العراقية، بينها "ان يتم التعامل في إطار ميثاق الاممالمتحدة، والحفاظ على سلامة العراق ووحدة اراضيه، واتاحة كل الامكانات لتحقيق القرار 1441 في إطار من الموضوعية، وان يكون التحقق من قدرات العراق في مجال اسلحة الدمار الشامل جزءاً لا يتجزأ من موضوع خلو منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل، ورفض اي محاولة لتغيير انظمة الحكم بالاضافة الى التعامل مع قضايا المنطقة في إطار متكامل، لا يركز على قضية دون اخرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي كانت ولا تزال تمثل الاولوية". وتابع مبارك: "من منظور موقف عربي موحد كثفنا اتصالاتنا مع القيادة العراقية لاقناعها بالتجاوب مع الجهود الدولية المضنية لتسوية هذه القضية بالوسائل السلمية، ودعونا لقمة شرم الشيخ لجامعة الدول العربية والتي اكدت الرفض المطلق لضرب العراق او تهديد امن وسلامة اي دولة عربية، باعتباره تهديداً للامن القومي العربي، ومساهمة من القمة في السعي الى تسوية سلمية، تشكلت لجنة رئاسية للاتصال مع الاطراف الدولية المعنية، بخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وللتشاور مع الحكومة العراقية لبحث سبل التعامل الجدي مع الموقف الخطير الذي يواجهه العراق، وما يتهدد الدول العربية من أخطار وتحديات نتيجة له. إلا ان الموقف في مجلس الأمن زاد احتمالات اللجوء الى عمل عسكري ضد العراق خلال الايام القليلة المقبلة، في تطور متسارع يمكن ان يعصف بمقدرات شعب العراق، ويهدد في الصميم كل مساعينا للحفاظ على منطقتنا العربية من التدخلات الخارجية وتأثيراتها السلبية، ومن انعكاساتها على مسيرة عملنا العربي الذاتي نحو التطوير والتحديث، ونحو التعامل بروح العصر مع ما نواجهه من تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية". وأضاف: "من المؤسف اننا وصلنا الى هذه المرحلة الخطيرة نتيجة أخطاء اطراف عديدة، اولها واهمها غزو العراقالكويت عام 1990 الذي خلق مخاوف أمنية لدى العديد من دول المنطقة، فتحت الباب على مصراعيه للوجود الأجنبي المكثف في منطقتنا، وثاني هذه الأخطاء هو غياب اي جهد عراقي حقيقي للتعامل مع أزمة الثقة التي نشأت نتيجة هذا العدوان وتداعياته. اذ على رغم ضعف آليات العمل العربي التي اصبحت لا توافق روح العصر، كان بإمكان العراق استغلال الاثني عشر عاماً الماضية لاستعادة ثقة جيرانه من الدول العربية، وباقي اقطاب المجتمع الدولي، وللقضاء على مخاوفها في كل المجالات". ونبه إلى ان "ثالث هذه الاخطاء اننا لم نطور نظام الامن الجماعي الذي انشأناه في ميثاق الاممالمتحدة والذي اثبت ضعفه، وعدم قدرته على التعامل مع قضية العراق، وقضايا اخرى اكثر خطورة وحساسية اهمها قضية السلام في الشرق الاوسط". ودعا الى انقاذ الشعب العراقي قائلاً: "نواجه ظروفاً استثنائية تضع على عاتقنا مسؤوليات كبرى للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية، بعدما بذلنا كل جهد ممكن على كل المستويات لمنع تدهور الموقف الى هذا الحد، وعلينا كأمة عربية ان نستمر على رغم كل التطورات في بذل كل الجهود لإنقاذ شعب العراق من الدمار وارضه من التقسيم ومقدرات الأمة العربية من العبث بها". وأعرب عن أمله ب"أن تدرك الحكومة العراقية الآن خطورة الموقف الذي وضعت نفسها ووضعتنا جميعاً فيه، وان تدرك القوى الدولية التداعيات الخطيرة لأي عمل عسكري على أمن واستقرار منطقة الشرق الاوسط ككل، بل على أمن العالم أجمع واستقراره". وختم مبارك: "علينا جميعاً في مصر حكومة وشعباً مسؤولية كبرى في حماية جبهتنا الداخلية وتعزيز مسيرتنا نحو تحقيق اهدافنا القومية من دون مزايدات، وسنعمل معاً لصون أمننا القومي باعتباره نقطة الارتكاز الرئيسية لريادتنا العربية والاقليمية وعنصر الدفع المحوري لجهودنا نحو استكمال مسيرة الإصلاح والتنمية". سعود الفيصل وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي التقى نظيره الايراني كمال خرازي في جدة أول من أمس، وصف الوضع في العراق بأنه "مؤلم"، مشيراً الى أن السعودية وايران بذلتا كل ما بامكانهما لتلافي ما آلت إليه الأمور. وشدد على "ضرورة الحل السلمي"، مشيراً الى أن الأمل تضاءل والحرب "أصبحت أكثر احتمالاً من أي وقت مضى". وعبرت قطر التي ترأس منظمة المؤتمر الاسلامي عن "قلقها من الوضع الخطير الذي وصلت اليه مسألة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية، واحتمالات تطورها الى مواجهة عسكرية، بما يترتب عليها من تداعيات على المنطقة والعالم". وشدد مصدر في الخارجية القطرية أمس على أن بلاده "تعرب عن الأمل بإتاحة الفرصة للجهود الديبلوماسية للتوصل الى حل سلمي للمسألة"، لافتاً الى "مسؤولية المجتمع الدولي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم". وأشار الى أهمية "الحفاظ على استقلال العراق وسيادته ووحدة أراضيه، وسلامته الاقليمية، وعدم التدخل في شؤونه". دمشق والحرب "الظالمة" وفي دمشق أ ف ب، نقلت وكالة الأنباء السورية عن رئيس مجلس الشعب ناجي عطري ادانته "الهيمنة" الاميركية والحرب "الظالمة" التي تريد الولاياتالمتحدة شنها على العراق. وندد عطري ب"العدوان الظالم الذي تستعد القوى الخارجة على الشرعية الدولية لشنه ضد العراق الشقيق أرضاً وشعباً"، واصفاً الولاياتالمتحدة بأنها "قوى العدوان والهيمنة المتحدية لإرادة المجتمع الدولي والشرعية الدولية والمستخفة بالرأي العام العالمي". ونبه الى ان "عشرات الملايين في انحاء العالم" هتفت "لا للحرب، لا للغزو، لا للعدوان"، مشيراً إلى ان "قوى العدوان" اليوم "تهدد بقتل شعب العراق الشقيق وتدمير العراق العربي، عراق التاريخ والحضارة الانسانية". وكان ناطق رسمي سوري اعتبر الثلثاء ان الانذار الذي وجهه الرئيس جورج بوش الى الرئيس صدام حسين لمغادرة العراق "يتناقض مع قرارات الاممالمتحدة وميثاقها ومبادئها واهدافها". وقال الناطق في بيان ان "أي عمل عسكري سيشكل تقويضاً للأسس التي يقوم عليها النظام الدولي".