قال رئيس الوزراء توني بلير إنه "ملتزم بشكل حقيقي" نزع سلاح العراق "بصرف النظر عن موقف اميركا". واضاف في حديث نشرته صحيفة "ذي غارديان" امس "اذا لم يفعل الاميركيون هذا سأضغط عليهم كي يفعلوا". وبالنسبة الى اعطاء المزيد من الوقت للمفتشين، رأى بلير ان ذلك لم يحل شيئاً وانها "عملية غير مجزية" لأن "الرئيس صدام حسين لن يتغير"، وقال: "انه لم يتغير منذ 12 سنة، ولا اظن انه سيفعل ذلك، ولكن لديه الفرصة الآن". واشار إلى أنه يعلم أن شعبه قلق بما يتعلق بالحرب، ولكن "في مثل هذه الحال، على الانسان ان يفعل ما يرى انه صحيح، لأن هذا ثمن المسؤولية". وأكد انه "غير غافل عن قوة المعارضة والصعوبات التي من الممكن ان اقع فيها"، وشدد على ان "هذا النظام ارتكب اشياء فظيعة بحق شعبه". واما عن المعارضة للحرب داخل مجلس العموم البريطاني، أكد بلير انه متمسك برأيه لأنه يؤمن بأن "ما نفعله هو الصواب، واعتقد بأن ما يريده المعارضون ان افعله سيكون خطراً على بلدنا والعالم". وأضاف انه يتمنى ان يكون جميع النواب من حزب العمال الى جانبه. محذراً من "الرسائل المتضاربة" التي تصل الى السلطات العراقية بسبب المعارضة الشديدة للحرب وأصر على "أنني قلت دوماً ان الطريقة الوحيدة لمعاملته الرئيس صدام حسين هي عبر رسالة شديدة اللهجة". واعتبر ان الكلام عن امبريالية أميركية هراء لأن "الولاياتالمتحدة لن تبقى يوماً أكثر مما يتطلب منها في العراق". كما رفض فكرة زعزعة استقرار الشرق الاوسط اذا اندلعت الحرب على العراق، قائلاً: "لقد تحادثت مع رؤساء عرب وكثير من الناس في الدول العربية. القضية بالنسبة إلى العالم العربي ليست صدام، اذ ان العالم العربي يكرهه. ولكن القضية الفلسطينية هي السبب الحقيقي للشكوى والقلق، ولذلك علينا التقدم في هذا الشأن". وفي الجزائر، جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في تصريحات نشرت امس معارضة فرنسا استصدار قرار ثان من مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بشأن العراق محذراً من ان استخدام القوة لإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين سيفاقم من مخاطر عدم الاستقرار في العالم. وفي روما أعلن مصدر مسؤول في الفاتيكان أن البابا يوحنا الثاني سيبعث برسالة إلى الرئيس الأميركي جورج بوش وسيحملها إلى واشنطن في الساعات المقبلة الكاردينال الإيطالي بيو لاجي، أحد أكثر كرادلة الفاتيكان معرفة بالسياسة الإيطالية كونه تولى منصب سفير الفاتيكان في الولاياتالمتحدة لسنوات عدة وموفد البابا الى القدس ومهمات ديبلوماسية اخرى. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود التي يبذلها البابا من أجل درء اندلاع حرب ضد العراق. وقال الناطق باسم الفاتيكان جواكيم نافارّو فالس إن "الكاردينال لاجي سيتوجه إلى واشنطن حاملاً رسالة شخصية من البابا إلى الرئيس بوش وستكون لقاءاته في واشنطن فرصة لشرح وجهة نظر الحبر الأعظم وجهود الفاتيكان في المساهمة في عمليتي نزع السلاح والسلام في الشرق الأوسط". وشدد على أن البابا لا يألو جهده في العمل على نزع فتيل الحرب وذلك من خلال إقناع الإدارة الأمريكية بالتخلي عن أية خطة للحرب ضد العراق.