بدأت في بغداد أمس عملية تدمير صواريخ "الصمود 2"، استجابة لجدول زمني وضعه رئيس لجنة التفتيش انموفيك هانس بليكس. واعتبر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الخطوة العراقية "مناورة ماكرة"، مشدداً على اتهامه بغداد بحيازة "كميات هائلة من السموم الكيماوية والمواد البيولوجية". وكانت واشنطن وصفت امتثال العراق لمطلب بليكس بأنه "مجرد خدعة". وقال مسؤول عراقي لوكالة "فرانس برس" ان عملية تدمير أربعة صواريخ من نوع "الصمود-2" باشراف الاممالمتحدة بدأت أمس في الساعة 30،13 30،10 بتوقيت غرينتش. واضاف المدير العام لوزارة الاعلام العراقية عدي الطائي ان التدمير في موقع التاجي العسكري شمال بغداد يجري "في حضور ممثلين عراقيين وآخرين عن الاممالمتحدة". وكان مفتشون من لجنة "انموفيك" غادروا مقرهم في "فندق القناة" في بغداد على متن أربع سيارات، وانتظرهم موظفون من دائرة الرقابة الوطنية العراقية أمام مقرهم وانضموا اليهم في موكب واحد، توجه الى موقع التاجي. وأعلن الطائي في وقت سابق ان فريقاً من اللجنة سيتولى "الاشراف على اخراج قالب الصب للوقود الصلب في شركة الرشيد المستخدم في تصنيع صواريخ الصمود وتهيئته للتدمير الاحد اليوم". وأبلغ العراقالاممالمتحدة الخميس الماضي، موافقته على تدمير صواريخ "الصمود-2" استجابة لطلب بليكس. وأفادت مصادر عراقية ان خمسين من تلك الصواريخ وزعت على وحدات الجيش، وهناك خمسون صاروخاً لا تزال قيد التصنيع. ورحب بليكس بموافقة العراقيين على تدمير الصواريخ، واعتبرها "مهمة جداً"، وتم الاتفاق على تفاصيل التدمير خلال اجتماع عقد أمس بين المستشار الرئاسي العراقي الفريق عامر السعدي ووفد من الاممالمتحدة، برئاسة نائب بليكس ديميتري بريكوس. ولم تتسرب تفاصيل عن طريقة تدمير الصواريخ، لكن خبراء أعلنوا انه لا بد من نزع الشحنات الناسفة أولاً، كما اقترحوا سحب أجهزة التوجيه والمعدات الالكترونية منها قبل تدميرها. وهذه هي المرة الاولى التي تدمر فيها أسلحة عراقية منذ سنوات. وقبل مغادرة العراق في كانون الاول ديسمبر 1998، دمر مفتشو الاممالمتحدة التابعون للجنة "اونسكوم" 48 صاروخاً متوسط المدى، من نوع "سكود-بي"، وآلاف الاطنان من الذخائر والعناصر السامة، وكل المعدات المتعلقة بالبرنامج النووي العراقي. ويعمل خبراء عراقيون وآخرون من الأممالمتحدة منذ ايام في موقع العزيزية على بعد 100 كلم غرب بغداد، لاثبات تدمير بغداد عام 1991 نحو 157 قنبلة جوية من نوع "ار-400" تحمل مواد بيولوجية. الى ذلك، أعلن الناطق باسم الأممالمتحدة في بغداد أمس ان المفتشين استجوبوا على انفراد ليل الجمعة - السبت عالماً عراقياً مختصاً في المجال البيولوجي وخبيراً في الصواريخ، وذلك للمرة الأولى منذ اسابيع، واصفاً هذين الاستجوابين بأنهما "اجراء ايجابي". وأوضح الناطق باسم لجنة "انموفيك" هيرو يواكي لوكالة "فرانس برس" ان اللقاءين هما أول استجوابين على انفراد منذ 7 شباط فبراير. ورأى وزير الخارجية البريطاني أن قرار العراق تدمير صواريخ "الصمود 2" هو "مناورة ماكرة" من أجل "كسب الوقت" وتفادي الحرب. وزاد خلال مؤتمر اقليمي للنواب والناشطين العماليين في شمال غربي انكلترا عقد أمس في ساوثبورت: "انها وسيلة معتادة جداً من العراق، وهو يعلن في بادئ الأمر صفراً مطلقاً، ويقول ان ليس لديه اي شيء محظور، ثم تحت الضغط يقدم تنازلات بالتقتير، وبطريقة ماكرة لاثارة الانقسامات داخل مجلس الامن، وكسب الوقت لتجنب عمل عسكري، مع مواصلة اخفاء" اسلحة محظورة. ونبه الى ان "هذه الحيل الصغيرة لا يمكن الا ان تثبت سوء نية" الرئيس صدام حسين. وشدد على ان "الكلمتين الاساسيتين في القرار 1441 هما تام وفوري، امتثال تام وفوري، تعاون تام وفوري، وازالة تامة وفورية لأسلحة الدمار الشامل العراقية، لكن تصرفاً كهذا يبدو مستبعداً من صدام. حتى لو دمر صواريخ الصمود، ستبقى لدى نظامه كميات هائلة من السموم الكيماوية والمواد البيولوجية". ووعد بأن تكون مصلحة الشعب العراقي "ذات اولوية" في حال شن هجوم على العراق، وأضاف: "بلادهم في حرب منذ سنوات، ولن تنتهي الا برحيل صدام. سنعمل معهم لاعادة بناء بلادهم بعد سنوات من القمع والافلاس الاقتصادي". وواجه سترو لدى وصوله الى مركز المؤتمر في ساوثبورت هتافات حوالى 150 متظاهراً من اجل السلام، تجمعوا تحت لافتة كتب عليها "جاك، لا تهاجم العراق، لا تفعل ذلك باسمي".