سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعض وزرائه قال إنه يسلب الفلسطينيين دولتهم قبل قيامها ... وبعضهم لا يرى مبرراً ل"سور أشبه بسور الصين". شارون يعلن نيته ضم غور الأردن إلى إسرائيل بفصل المنطقة عن الضفة الغربية ب"سياج أمني"
توقعت مصادر صحافية إسرائيلية مطلعة أن يستغل رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون الظروف الاقليمية والموقف الأميركي الداعم لسياسته من دون تحفظ ليحقق ما وصفته ب"مخططه القديم" لضم مناطق غور الأردن، التي تشكل نحو 20 في المئة من أراضي الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية عبر إقامة سياج أمني فاصل بين الغور والضفة. وتوقفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عند تصريح شارون لدى تفقده أول من أمس المنطقة المحاذية لمدينة جنين حيث يجري العمل على بناء "السياج الفاصل" بين الضفة الغربية وإسرائيل ان السياج سيمتد على طول 700 كلم ليشمل منطقة غور الأردن أيضاً ضمن الأراضي الفلسطينية التي ابتلعتها إسرائيل، شرق ما يعرف بالخط الأخضر. واعتبرت الصحيفة التصريح "قنبلة سياسية" على رغم إعلان شارون أن السياج الفاصل لن يشكل حدوداً سياسية "إنما وسيلة أخرى تساعد إسرائيل في حربها على الإرهاب". وتابعت ان بعض الوزراء الذين رافقوا شارون فوجئوا بتصريحه، وقال أحدهم إن إقامة الجدار في منطقة الغور أيضاً ستقضم أراضي شاسعة من الدولة الفلسطينية العتيدة. وأضاف آخر ان شارون يسلب الفلسطينيين دولتهم، بكل بساطة! وأعادت إذاعة الجيش إلى الأذهان تصريحاً مماثلاً لشارون قبل أشهر كاد أن يؤدي إلى فرط الشراكة الحكومية مع حزب "العمل"، حين هدد وزير الخارجية السابق شمعون بيريز بذلك في حال اعتمدت الحكومة خطة إقامة "منطقة أمنية عازلة" في غور الأردن كما وصفها شارون. وتابعت أن شارون لن يواجه أي صعوبة في تمرير مخططه في حكومته اليمينية الحالية. وقال رئيس مجلس مستوطنات غور الأردن ديفيد ليفي للإذاعة إن شارون بلغه شخصياً قبل شهرين نيته تنفيذ مخططه القديم شمل الغور تحت السيادة الإسرائيلية، وان الخرائط جاهزة منذ زمن، معرباً عن أمله بأن تباشر الحكومة العمل "لحماية ستة آلاف نسمة" يعيشون في ثلاث مستوطنات. ورأت النائبة العمالية يولي ثمير أن شارون يسعى لعدم خلق تواصل جغرافي بين البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وان مخططه القديم يقوم على بتر هذه المناطق إلى أجزاء صغيرة، وذلك لموقفه المعارض اخلاء أي من المستوطنات في الضفة الغربية. أضافت ان شارون إنما يرسم خريطة أسوأ من تلك التي رسمت جمهوريات الموز في جنوب افريقيا وجوبهت برفض دولي. وقالت وزيرة الاستيعاب تسيبي ليفنه ان الحكومة السابقة، بمشاركة حزب "العمل" اقرت اعتبار غور الأردن منطقة أمنية عازلة بين اسرائيل والضفة الغربية وان شارون يرى في الغور منطقة استراتيجية بالغة الأهمية. وأضافت انه على رغم تأكيد شارون ان الجدار اقيم لاحتياجات أمنية فحسب "فإن من غير الممكن تجاهل المعنى السياسي لموقع الجدار". وتابعت ان الجدار يشكل رسالة واضحة للفلسطينيين تقول لهم انهم إذا واصلوا "ممارسة الارهاب"، فإن اسرائيل "ستفرض وقائع على الأرض بشكل أحادي الجانب". وختمت بالإشارة الى ان المرحلة الثانية من "خريطة الطريق" الدولية بشأن حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي تتحدث عن دولة فلسطينية ذات حدود موقتة وان مسألة الحدود النهائية ستقرر في اطار مفاوضات الحل الدائم وبعدما تتأكد اسرائيل من انه لن تقام بجوارها "دولة ارهاب"، ومن هنا "أهمية اقامة الجدار والمناطق الأمنية العازلة بيننا وبينهم". ورأى القائد السابق للشرطة الاسرائيلية اساف حيفتس ان لا مبرر اقتصادياً أو أمنياً لإقامة سور "أشبه بسور الصين" لحماية بضعة آلاف من المستوطنين.