استدعى حريق ضخم اشتعل أمس (الأحد) في مجموعة من ورش النجارة في المنطقة الصناعية (شمال جدة)، سبع فرق دفاع مدني متنوعة الاختصاص لإطفائه وإنهاء خطره المحدق عن المنطقة التي شهدت خلال العامين الحالي والماضي عدداً كبيراً من الحوادث المشابهة. ولم يستبعد مدير الدفاع المدني في المحافظة العميد عبدالله جداوي في حديثه إلى «الحياة» الاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية في شرطة جدة في مثل هذه الحادثة بعد أن تستكمل عملية التبريد للموقع التي استمرت حتى مساء أمس، مشيراً إلى أن كل الاحتمالات واردة بشأن الحادثة، إلا أنه لا يمكن تأكيدها إلا من خلال التحقيقات ورفع العينات، وتحديد ما إذا كان هناك شبهة جنائية وراءها من عدمها. وقال: «إن تكرر الحوادث في المنطقة لم يكن لافتقادها وسائل السلامة، وإنما لنوعية المواد التي تحتويها ورش النجارة سريعة الاشتعال وكذلك قلة خبرة العمالة غير المؤهلة للتعامل مع مثل هذه الحوادث وهربهم من موقع الحريق من انطلاق أول شرارة من دون إبدائهم أي محاولة لإخماده من خلال طفايات الحريق الموجودة في الموقع»، مضيفاً أن هناك مخاطبات جرت مع الأمانة بخصوص مجمع الورش الذي أفادت بأنه ضمن مشروع تحسين منطقة المطار، إلا أنها لم تحدد حتى الآن ما إذا كان سيتم نقلها إلى موقع آخر من عدمه. وعقب تلقي غرفة عملياتها بلاغاً عن الحادثة ظهر أمس، تحركت فرق تابعة للدفاع المدني بقيادة مدير الإدارة العميد عبدالله جداوي وبدأت فور وصولها في محاصرة النيران التي كانت ألسنتها تشاهد من مواقع بعيدة في المحافظة، نتيجة نوعية المواد التي اشتعلت فيها النيران وتمكنت من إخمادها بعد ساعات عدة من العمل المتواصل. وذكر الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري أن الحريق الذي نشب في عدد من الورش في حي النزهة شمال جدة، أتى على خمس ورش نجارة وورشة لخدمات السيارات تقع في مساحة خمسة آلاف متر مربع قضى عليها بالكامل، لافتاً إلى تمكن رجال الدفاع المدني من محاصرة الحريق والحد من انتشاره للمواقع المجاورة. وأوضح أن سبع فرق مجهزة بالمعدات كافة شاركت في إخماد الحريق الذي لم تنتج منه أي إصابات، مستخدمة مادة الرغاوي التي أسهمت في عدم انتشاره، مفيداً أن فريقاً من المحققين في الدفاع المدني باشر الحادثة وأجرى المعاينة الفنية للتوصل إلى أسباب اندلاع النار والبدء في التحقيق واستجواب العاملين في الموقع المحترق.