كشف مدير إدارة الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله جداوي تسجيل «حرائق مفتعلة» من قبل بعض ملاك الورش في المنطقة الصناعية خلال الفترة الماضية، وقال ل «الحياة»: «نحن نتعامل مع حرائق المنطقة الصناعية بشكل فردي كلاً على حدة، لكننا سجلنا خلال الفترة الماضية بعض الحالات التي تمت الحرائق فيها بشكل مفتعل، بهدف الحصول على المبالغ التي تضمنتها بوليصة التأمين، ولكن بنسبة مخفضة»، واستدرك: «هذا لا يعني أن تكرار حرائق المنطقة الصناعية يعود إلى نفس السبب، فهناك الكثير من الحرائق التي تقف وراءها أسباب أخرى غير جنائية». في المقابل، قلل المتخصص في شؤون التأمين مستشار المعهد الملكي البريطاني للتأمين الدكتور أدهم جاد من انتشار هذه الظاهرة لدى الشركات والمؤسسات، مؤكداً ل «الحياة» أن الشركات العاملة في هذا القطاع تمتلك فرقاً متخصصة تعكف على إجراء عمليات «المعاينة والتقدير»، بغض النظر عن تقارير الأجهزة الحكومية، إذ يستخدمون أحدث الطرق العلمية لتحديد مسببات الحرائق، وبالتالي فإن قرار رفض دفع قيمة البوليصة يكون القرار المتوقع في حال أثبتت هذه الفرق وبالأدلة أن الحريق مفتعل. وأضاف: «لذا فإن المنطق يشير إلى أن الطريق غير ممهد لمن يحاول «افتعال الحرائق» وممارسة هذه الأساليب، في ظل وجود هذه الفرق، إذ إنه لن يجني أي مبالغ جراء فعلته». فيما أوضح المتخصص في شؤون التأمين الدكتور عبدالإله ساعاتي أن حق الشركات والمؤسسات المؤمنة يسقط في حال أثبتت التقارير الصادرة عن الأجهزة الحكومية، أن مسببات الحادثة مفتعلة، ويمضي بالقول ل «الحياة»: «صحيح أن حوادث الحرائق في المنطقة الصناعية متكررة، لكني لا أستطيع تحديد ما إذا كنت مفتعلة أو غير ذلك». إلى ذلك، للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، باشرت فرق الدفاع المدني في جدة حريقاً كبيراً اشتعل في ورشة نجارة، وأسهمت الرياح التي تهب هذه الأيام على المحافظة في امتداد ألسنة لهبه إلى عدد آخر من الورش المجاورة. وكانت عمليات الدفاع المدني تلقت في ساعة مبكرة من صباح أمس بلاغاً عن حريق في ورشة نجارة لصناعة الأثاث، وفور تلقي البلاغ انتقلت إلى موقع الحادثة فرق وآليات الدفاع المدني بقيادة مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي، وبدأت في محاصرة النيران المشتعلة ومنع انتشارها للمواقع المجاورة. وكشف الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالله العمري، اشتعال شرارة الحريق في نجارة أخشاب لصناعة وتنجيد «الموبيليا»، حيث انتقلت فور تلقي البلاغ فرق الإطفاء والإنقاذ إلى الموقع، إلا أن تجاور المحال وملاصقتها وشدة الاحتراق أدت إلى امتداد النيران إلى الورش المجاورة، ليصل عدد الورش التي طاولتها النيران إلى خمس ورش، إضافة إلى ورشة حدادة. وبدأت 10 فرق في التعامل مع الحريق ومحاصرة النيران بغية عدم اتساع منطقة الحريق، وانتقاله إلى مواقع أخرى من خلال استخدام المياه و«الرغاوي»، وآلية «سنوركل» للتعامل مع الحريق من الأعلى. وأضاف أن الحادثة لم تنتج منها إصابات.