انتقد عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الديموقراطيين عزم ادارة الرئيس جورج بوش على السعي وبأي ثمن لنزع اسلحة العراق بالقوة. واتهم السناتوران ادوارد كينيدي وباتريك لاهي البيت الابيض بأنه مدفوع "بحماس مسيحي"، ووجها نداء الى الرئيس جورج بوش لاعتماد "السياسة اللازمة" لنزع اسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال السناتور كينيدي إن "ما يقلقني هو ان يزيد التسرع في شن حرب ضد العراق من الانقسامات في البلاد وان يزيد من عزلتنا في العالم. بدلاً من ان تحاول اقناع اولئك الذين يختلفون مع الولاياتالمتحدة وفي العالم، فان الادارة تزيد بخطابها السياسي من تعميق الهوة". وأضاف أن "اميركا لم تنو ابداً وحتى منذ فترة فيتنام، القيام بعمل عسكري بهذا الاتساع مع القليل من الدعم الدولي". واوضح السناتور كينيدي ان "ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تخطىء بتركها الصقور المعادين في صفوفها للعراق يستغلون مأساة 11 ايلول سبتمبر لاعطاء الحرب أولوية أكبر من أولوية الحرب على الارهاب". وحذر زميله سناتور ولاية فيرمونت باتريك لاهي من ان شن حرب على العراق من دون دعم مجلس الامن الدولي "سيؤثر سلباً على تحالفاتنا وسيخرق القانون الدولي". وقال: "لا افهم طريقة تفكير هؤلاء في هذه الادارة، المأخوذين منذ اشهر او بالاحرى منذ فترة طويلة بفكرة الحماس المسيحي من اجل شن الحرب". واضاف: "نتخوف كثيرا من ان يضعف هذا الحماس فعالية مجلس الامن، وكذلك قدراتنا على الحصول على دعم دولي ليس فقط من اجل منع هذه الحرب ولكن في صراعات مستقبلية". مرشح رئاسي ينتقد ديبلوماسية بوش وفي سان فرانسيسكو، انتقد السناتور الديموقراطي جون كيري الديبلوماسية التي تنتهجها الادارة الاميركية في تعاملها مع العراق ووصفها بأنها "تكاد تكون أضعف ديبلوماسية في تاريخ الولاياتالمتحدة". وقال كيري الذي يطمح للوصول للرئاسة: "ما يؤسفني أن الولاياتالمتحدة الاميركية أقوى قوة عسكرية على وجه هذا الكوكب تفتقر لديبلوماسية تليق بها. الرئيس جورج بوش أخفق في بناء علاقات شخصية مع زعماء أجانب وأفسد ديبلوماسيته مع دول أخرى. يؤسفني الاسلوب الذي تتبعه هذه الادارة في مجال السياسة الخارجية". وقال كيري ان صدام يمثل خطرا لكنه يجب بذل كل جهد ديبلوماسي قبل اتخاذ قرار الحرب. وأضاف: "يجب ألا تخوض الولاياتالمتحدة حرباً لأنها تريد خوض حرب بل لأنه لا مناص منها". وتهكم كيري أيضاً على "تحالف المؤيدين" الذي يضم الدول المؤيدة لشن حرب على العراق ووصفه بأنه "تحالف المجبرين والمرتشين". محكمة الاستئناف ترفض شكوى لمنع الحرب إلى ذلك، ثبتت محكمة الاستئناف الفيديرالية في بوسطن ماساتشوسيتس الخميس حكماً أصدره قاض وقضى برفض طلب تقدم به عسكريون وأولياء جنود اميركيين الى القضاء في محاولة لمنع الرئيس الاميركي من مهاجمة العراق من دون اعلان حرب صادر عن الكونغرس. واعتبر قضاة محكمة الاستئناف في قرار يقع في 11 صفحة ان القاضي كان على حق برفضه السماح برفع دعوى قضائية تهدف الى منع رئيس الدولة من شن هجوم على النظام العراقي. وكتب القضاة في حيثيات قرارهم ان "المدعين حاولوا الحصول على امر يهدف الى منع الرئيس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد من شن الحرب على العراق". كلينتون: قرار جديد فرصة لتجنب الحرب وأيد الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون الاقتراحات البريطانية لصدور قرار جديد في مجلس الامن في شأن العراق ووصفها بأنها الفرصة الوحيدة لنزع أسلحة بغداد من دون حرب. وقال كلينتون متحدثاً أمام مركز للطائفة اليهودية في مانهاتن في نيويورك الخميس، إنه ينبغي على الولاياتالمتحدة والدول الاخرى في مجلس الامن أن تحاول للمرة الاخيرة أن تحتشد وراء قرار يحدد للعراق مهلة صارمة. وقال كلينتون انه يعتقد أن الجيش العراقي سينهار في غضون أيام اذا حدث غزو أميركي نظراً للضربات التي تلقاها في حرب الخليج. وأشاد كلينتون بصديقه الحميم توني بلير لالتزامه بالعمل من خلال الاممالمتحدة. ومن دون أن ينتقد بوش قال كلينتون ان الولاياتالمتحدة لا يمكنها العمل دون مراعاة لمخاوف الدول الاخرى، لانها القوة المهيمنة في العالم. وقال: "في سنوات حياتي اكتشفت من خلال أمور شخصية وسياسية أنه ينبغي أن يكون المرء حريصا عندما يفعل أشياء لمجرد أنه قادر على فعلها". باول: لم نزور وثائق عن شراء العراق يورانيوم وفي تطور آخر، قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول إن الولاياتالمتحدة غير متورطة بأي شكل من الاشكال في تزوير وثائق تتحدث عن محاولة من جانب العراق للحصول على اليورانيوم من النيجر. وقال باول للجنة فرعية للموازنة في مجلس النواب ليل الخميس، ان وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه "تسلمت الوثائق بحسن نية من دون المشاركة ... بأي شكل في أي عمليات تزوير. المعلومات اتيحت لمفتشي الاسلحة الدوليين ولم تأت من الولاياتالمتحدة بل من مصادر اخرى"، مشدداً على انها "اتيحت بحسن نية". وفي الخريف الماضي قالت بريطانيا ان العراق يحاول اعادة تشغيل برنامجه النووي، ملمحة الى ان لديها ادلة على ان بغداد سعت للحصول على اليوارنيوم من دولة افريقية لم تسمها. واعلنت الولاياتالمتحدة ان الدولة المعنية هي النيجر. غير أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ابلغ مجلس الامن الاسبوع الماضي ان هذه "الادعاءات غير صحيحة وقائمة على وثائق مزورة".