اضطر وزير الخارجية الامريكية كولن باول بعد تاكيد اكثر من مصدر في واشنطن أن تكون اسرائيل او اجماعات عرقية مهيمنة على السياسة الامريكية وبصفة خاصة ما يتعلق بالعراق وزعم باول هذه السياسة تبلورت بفعل سنوات من رفض العراق نبذ أسلحة الدمار الشامل. وكان باول يجيب على سؤال موجه من السناتور جيم كولبي الذي يبدو أن استخدامه تعبير جماعات عرقية يقصد به الجدل الذي أثارته ملاحظات النائب في الكونجرس جيم موران في أوائل الاسبوع الماضي عندما أعلن أن اليهود الامريكيين يملون السياسة الامريكية في المنطقة. وقد اعتذر لاحقا عن هذه الملاحظات. وقال باول أمام لجنة للميزانية في مجلس النواب الامريكي ليل الخميس /الجمعة أن السياسة الامريكية تجاه العراق ليست مجرد سياسة تبلورت منذ شهر مثلا . وأضاف أنها ترجع إلى وقت انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991. وقال إن مصالحنا القومية هي التي توجه هذه السياسة ونحن نوجهها في محاولة لمساعدة الاممالمتحدة على أداء وظيفتها . يذكر أن العالم العربي وكثيرين داخل الولاياتالمتحدة انتقدوا إدارة الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش واتهموها بإهمال النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتركيز على نزع سلاح العراق. ومعروف ان شخصيات امريكية كبيرة بينها رؤساء امريكيون اتهموا اليهود بالتدخل في السياسة الامريكية الداخلية والخارجية. وكان عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين قد انتقدوا يوم الخميس عزم ادارة الرئيس جورج بوش على السعي وباي ثمن لنزع اسلحة العراق بالقوة. واتهم السناتوران ادوارد كينيدي وباتريك لاهي البيت الابيض بانه مدفوع بحماس مسيحي ووجها نداء الى الرئيس جورج بوش لاعتماد السياسة اللازمة من اجل نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال السناتور كينيدي ما يقلقني هو ان يزيد التسرع في شن حرب ضد العراق من الانقسامات في البلاد وان يزيد من عزلتنا في العالم . واضاف بدلا من ان تحاول اقناع اولئك الذين يختلفون مع الولاياتالمتحدة وفي العالم، فان الادارة تزيد بخطابها السياسي من تعميق الهوة مضيفا ان اميركا لم تنوي ابدا وحتى منذ فترة فيتنام، القيام بعمل عسكري بهذا الاتساع مع القليل من الدعم الدولي . واوضح كينيدي ان ادارة بوش تخطىء بتركها الصقور المعادين في صفوفها للعراق يستغلون مأساة 11 سبتمبر (2001) لايلاء شن حرب ضد العراق اولوية اكبر من اولوية الحرب على الارهاب . وحذر زميله سناتور ولاية فيرمونت باتريك لاهي من ان شن حرب على العراق من دون دعم مجلس الامن الدولي سيؤثر سلبا على تحالفاتنا وسيخرق القانون الدولي. وقال لا افهم طريقة تفكير هؤلاء في هذه الادارة، المأخذوين منذ اشهر او بالاحرى منذ فترة طويلة بفكرة الحماس المسيحي من اجل شن الحرب . واضاف نتخوف كثيرا من ان يضعف هذا الحماس فعالية مجلس الامن الدولي وكذلك قدراتنا على الحصول على دعم دولي ليس فقط من اجل منع هذه الحرب ولكن في صراعات مستقبلية . واوضح ان موقف ادارة بوش القائم على مبدأ إما انتم معنا وإما انتم ضدنا (...) ألحق خسائر بعلاقاتنا على المدى الطويل مع جيراننا ومع اصدقائنا وراء الاطلسي .