أثارت الاذاعة الايرانية لغطاً أمس، عندما بثت نبأ عن اعتقال أسامة بن لادن، سارعت واشنطن وإسلام آباد إلى نفيه. وانتشر النبأ عندما تناقلته وكالات أنباء لفترة من الوقت. ونقلت الاذاعة في نشرتها باللغة البشتونية عن مرتضى بويا نائب زعيم "حركة عوامي" الشيعية، أن بن لادن اعتقل، وأن الادارة الاميركية تنتظر بدء حرب العراق لاعلان النبأ رسمياً. وسارع كبار المسؤولين في الحكومة الباكستانية إلى تأكيد أن النبأ "عار من الصحة تماماً"، فيما أكد مسؤولون في الادارة الاميركية أن لا معلومات لديهم عن اعتقال زعيم "القاعدة". راجع ص 8 على صعيد آخر، انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس قرار محكمة استئناف في واشنطن بعدم منح المعتقلين في قاعدة غوانتانامو حقوقاً قانونية في الولاياتالمتحدة، واعتبرت أن القرار ينال من سمعة الولاياتالمتحدة كدولة عادلة. ورأت الصحيفة في مقال افتتاحي تحت عنوان: "مهملون في غوانتانامو"، أن "الادارة الاميركية والمحكمة على خطأ"، موضحة أن "المعتقلين قد لا يتمتعون بالحقوق ذاتها مثل المواطنين الاميركيين، لكن يحق لهم أن يعاملوا بطريقة أفضل مما يعاملون الآن". وكانت محكمة الاستئناف في واشنطن رفضت مساء أول من أمس، طلباً قدمه محامو أقارب معتقلين في غوانتانامو، لمحاكمة هؤلاء أمام محكمة مدنية وتمكينهم من الاتصال بمحامين، مثبتة بذلك قراراً صادراً عن محكمة فيديرالية. وفي جنيف رويترز، وصفت منظمة "هيومان رايتس ووتش" ان المعاملة الاميركية للمحتجزين من "القاعدة و"طالبان" في غوانتانامو وغيرها من الاماكن بانها "كارثة"، بسبب رفض واشنطن اعطاء مقاتلي "طالبان" على الاقل وضع اسرى الحرب. وقال كينيث روث المدير التنفيذي للمنظمة المهتمة بحقوق الانسان ان واشنطن تلزم ايضا الصمت ازاء اتهامات بأن قواتها تستخدم اساليب استجواب في افغانستان تخالف العهود والمواثيق الدولية ولو انها قد لا تصل الى حد التعذيب المباشر. ولاحظ، في مؤتمر صحفي: "هناك رأي يسود واشنطن بدرجة متزايدة ان الولاياتالمتحدة يجب ان تكون فوق القانون الدولي". واضاف انه، على رغم نفي الناطقين باسم الحكومة الاميركية لاستخدام التعذيب، لم يرد اي تفنيد مفصل لما نشر من تقارير في صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الاميركيتين عن استخدام اساليب "ضغط واكراه" مثل تعليق السجناء من السقف وركلهم او تركهم في اوضاع مؤلمة. وقال: "هذا اما ان يكون تعذيبا او قريبا جدا من التعذيب الذي يصل الى حد المعاملة القاسية واللانسانية والمهينة. وايا ما كان فانه محظور صراحة بمقتضى العهد الدولي ضد التعذيب... وما نخشاه هو ان يفسر ذلك على انه ضوء اخضر للتعذيب". ولاحظ روث ان رفض الولاياتالمتحدة تطبيق معاهدات جنيف في شأن معاملة اسرى الحرب على مقاتلي "طالبان" "لا يبشر باي خير الاسرى من اي نوع الذين قد تسفر عنهم حرب العراق".