اقتحم رجل مكتب وكالة أنباء رويترز في بكين أمس زاعماً أنه يحمل قنبلة، واحتجز عدداً من الصحافيين قرابة ساعتين قبل أن يطلق سراحهم من دون أن يمسهم بأذى، ثم تمكنت الشرطة من اعتقاله.وطلب الرجل الذي شكا من اتهامه خطأ بأنه مصاب بمرض عقلي، إجراء مقابلة تلفزيونية معه عن الفساد في الحكومة الصينية ومظالم أخرى، أهمها أنه لا يستطيع الزواج لأنه عاطل من العمل. وبعد ساعتين من إطلاقه سراح آخر فرد من طاقم "رويترز" اعتقلته الشرطة. واقتحم الرجل قاعة الأخبار في مكتب "رويترز" في الطابق السادس من البناية وهو يصيح: "ليبقى كل منكم في مكانه ولا يتحرك". وكان الرجل الذي ارتدى سترة سوداء ونظارة شمسية، يحمل حقيبة سوداء معلقة حول رقبته وتتدلى منها أسلاك، وضع إبهامه على زر أحمر في طرفها. لكن وكالة أنباء الصين الجديدة نقلت عن مصادر الشرطة لاحقاً أنه لم يكن يحمل متفجرات كما زعم. وأبلغ الرجل الذي قال إن اسمه فانغ كينغوي الصحافيين أنه اختار هذ التوقيت لتقديم احتجاجه، ليتزامن مع عقد الاجتماعات السنوية لمؤتمر الشعب الوطني البرلمان التي تستمر إلى 18 الشهر الجاري. وتمكن معظم الصحافيين والعاملين في المكتب من الهرب، ما عدا أربعة سمح لهم الرجل في نهاية الأمر بالمغادرة. وعلى الأثر، تدخل 20 من رجال الشرطة المسلحين الذين كانوا ينتظرون في الخارج، فألقوا القبض عليه واقتادوه بعيداً. وقال ليو ووي الناطق باسم شرطة بكين للصحافيين إنها اعتقلت فانغ بعد أربع ساعات من اقتحامه مكتب "رويترز"، مضيفاً أن التحقيقات كشفت أن "الرجل مريض عقلياً". وكان طاقم تلفزيون "رويترز" نصب معداته وصور الرجل الذي يبدو في الثلاثينات من عمره، قبل اعتقاله. وفي المقابلة قال فانغ إنه عمل لفترة سائقاً في مصنع للصلب في إقليم هيلونغيانغ الشمالي، وأنه بلا عمل منذ نحو خمسة أو ستة أعوام. وأضاف: "أفعل ذلك من أجل العدالة، لا اهتم لأن أعيش أو أموت، أريد أن أفضح الصين". وأشار إلى أنه احتجز في مستشفى للأمراض العقلية لفترة 15 يوماً في أوائل التسعينات بعد خلاف مع والده الذي "يعد أحد الرموز الشيوعية المعروفة"، وأن حاله وصفت خطأ، على أنه مصاب بانفصام في الشخصية.