استبعدت مصادر مطلعة في بيروت ان تصاب العلاقات الاميركية - السورية بحال حرجة بسبب معارضة دمشق الحرب على العراق، مشيرة الى "ان الحوار المعقد بين واشنطنودمشق متواصل، حول عدد من المواضيع، وليس هناك تحليل اميركي نهائي لأسباب الموقف السوري، لكن كثراً يرون ان السبب الرئىسي هو ان مساندة الحرب ضد العراق، تؤدي الى تغيير النظام فيه وهذا لا يناسب سورية التي تتمسك بنظامها وعلى كل حال فإن الحوار بين واشنطنودمشق سيوضح اسباب الموقف السوري". وأضافت المصادر: "خاضت الادارة الاميركية حواراً مع سورية العام الماضي لمناسبة طرح مشروع قانون محاسبة سورية في الكونغرس الاميركي. وهو مشروع سيعاد طرحه على الدورة المقبلة لأعمال الكونغرس. والمواضيع التي يشملها الحوار هي: الدعم السوري لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"حزب الله"، التجارة غير القانونية بين دمشق وبغداد في ظل نظام العقوبات، اسلحة الدمار الشامل والوجود السوري في لبنان". وعما اذا كانت معارضة سورية للحرب تعود الى احتمال ان تكون الدولة الثانية بعد العراق في تغيير النظام قالت المصادر المطلعة: "ربما. لكن موضوع الارهاب في الحوار بين واشنطنودمشق يستمر اساسياً. والجانب السوري كان بناء في هذا المجال وواشنطن تأمل بأن يحصل تقدم اكثر على هذا الصعيد". وأوضحت المصادر نفسها ان تطلع الولاياتالمتحدة الاميركية الى تغيير ديموقراطي في المنطقة بعد العراق الذي هو حجر الدومينو الاول الذي سيقلب الحجارة الاخرى، لا يعني ان هذه النظرة تركز على بلد معين او على سورية. فهي تشمل العالم العربي. فبعض افضل اصدقاء اميركا لم يحرز تقدماً مهماً على صعيد التحولات الديموقراطية. وأكدت المصادر المطلعة ان سبب موقف الادارة الاميركية المعارض لتمرير مشروع قانون محاسبة سورية اذا اعيد طرحه على الكونغرس هو اعتبارها دولة مهمة في المنطقة ما يوجب استمرار الحوار معها حول القضايا التي تهم الادارة. وهذا القانون يفرض عقوبات على سورية اذا لم تنسحب من لبنان وتوقف دعمها ل"حزب الله"... يعيق هذا الحوار، المعقد. وأشارت المصادر الى ان معارضة الادارة هذا المشروع تتم في ظل استمرار الضغوط عليها من الكونغرس ومن البيئة السياسية التي لديها موقف قوي من سورية. وعلى امكان الضغط على سورية في موضوع وقف نشاط "حزب الله" اللبناني، قالت المصادر المطلعة: "يجب ألا يكون هناك شك لدى احد في ان الادارة الاميركية تصنف الحزب في اعلى درجات الارهاب. ويهمها ان يكون هناك تفهم مستمر لمدى خطورة اي عمل استفزازي عبر الحدود في الجنوب اللبناني في حال الحرب على العراق. وهذا ما تؤكده واشنطن في حوارها مع دمشقوبيروت. وهو تفهم يفترض ان يشمل ايضاً قوى اخرى غير "حزب الله"، والآن هناك هدوء". وأضافت المصادر: "اما اذا كان "حزب الله" سيكون التالي على لائحة واشنطن بعد ضرب العراق فإن هذا ما ستظهره كرة الثلج بعدها. وفي الروزنامة هناك قضايا مهمة اخرى ايضاً لأن القيادة العسكرية والأمنية الاميركية ستركز على أمن القوات الاميركية في العراق والخليج بعد الحرب، وعلى استمرار الحرب على "القاعدة". وفي اميركا ستأتي الانتخابات الاميركية فضلاً عن التحديات الاقتصادية الداخلية. ولا يمكن التكهن بما اذا كان "حزب الله" سيكون في هذه الروزنامة. لكنه على رأس لائحة الارهاب في شكل جدي".