قتل ثلاثة شرطيين وجرح سبعة آخرون كانوا يحرسون القنصلية الاميركية في كراتشي، اطلق مجهولان النار عليهم، بعدما منعوهما من الدخول الى المبنى. من جهة اخرى كشف خبراء في نيويورك انهم تعرفوا الى اجزاء من جثث اثنين من قراصنة الجو الذين نفذوا هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001، بواسطة الحمض النووي الريبي دي أن أي الذي استخرجوا عينات منه من قطع جلد صغيرة عثر عليها على مقود سيارات استأجرها القراصنة او استخلصت من شعر عثر عليه في امشاط في غرف الفندق. الى ذلك، اعلنت الشرطة الاندونيسية امس انها سلمت رجل الدين المسلم ابو بكر باعشير الى سلطات الادعاء مع توصية بمحاكمته بتهم خيانة البلاد وانتهاك قوانين الهجرة وحيازة وثائق مزورة. تعرضت القنصلية الأميركية في كراتشي لهجوم مسلح أمس، أودى بحياة ثلاثة ضباط باكستانيين من حراسها وإصابة سبعة آخرين بجروح. وتمكن المهاجمان من الفرار على دراجة نارية فيما أعلنت مصادر الشرطة عن اعتقال أحدهم. ونفى قائد شرطة كراتشي سيد كمال شاه في تصريحات للصحافيين أن يكون المستهدف مبنى القنصلية وإنما مخفر الشرطة الذي يقع بالقرب من المبنى. لكن مراقبين سياسيين شككوا في الرواية الرسمية، خصوصاً أن المهاجمين كان في إمكانهم مهاجمة أي موقع شرطة في المدينة. وفي وقت لم تتبن أية جماعة مسؤولية الحادث، رأت مصادر إسلامية باكستانية في تصريحات ل"الحياة" أن الهجوم يؤشر إلى عودة "القاعدة" والجماعات الإسلامية المسلحة الباكستانية المتعاطفة معها الى شن هجمات، خصوصاً عشية الحرب المحتملة على العراق وقبل يومين فقط من التظاهرة التي دعت إليها الجماعات الإسلامية في كراتشي غداً الأحد، احتجاجاً على الحرب. وترافق ذلك مع بيانات إسلامية على موقع الانترنت تدعو الضباط والشرطة في العالمين العربي والإسلامي إلى الإبتعاد عن المواقع التي قد يستهدفها "المجاهدون"، كما قال البيان الذي دعا إلى تعاون الشرطة مع المهاجمين أو الابتعاد عن حماية المصالح الأميركية. بقايا منفذي "11 أيلول" على صعيد آخر، اعلنت الناطقة باسم مكتب الطب الشرعي الاميركي اول من امس، ان خبراء في نيويورك تعرفوا على اجزاء من جثث اثنين من الذين نفذوا هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي. وأوضحت ألين بوراكوف ان مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي زود حوالى مئة من الخبراء الذين يعملون على تحديد هويات ضحايا 11 أيلول، عشر عينات من الحمض النووي الريبي دي أن أي لعشرة خاطفين كانوا في الطائرتين اللتين صدمتا البرجين التوأمين. وكان رجال الشرطة استخرجوا عينات الحمض النووي الريبي هذه من قطع جلد صغيرة عثر عليها على مقود سيارات استأجرها الخاطفون او استخلصت من شعر عثر عليه في امشاط في غرف الفندق خلال التحقيق. وقالت الناطقة ان "عينات الحمض النووي الريبي لا تحمل اي اسم، وقارناها بالعينات الموجودة لدينا، وعثرنا على صلات مشتركة". واضافت: "لكننا لم ننجز عملنا بعد". وتوصلت اجهزة الطب الشرعي في نيويورك حتى الآن، الى تحديد هوية بقايا بشرية ل1486 شخصاً من اصل 2795 ضحية، ولم تحتسب الخاطفين الذين لم تضفهم الى لوائح المفقودين. وأكدت الناطقة: "سنواصل عملنا اياً يكن الوقت الذي سيستغرقه"، مشيرة الى ان ذلك قد يستمر سنوات. وقالت: "عملنا ليس محدداً بمهلة، ونأمل في التوصل الى تحديد هوية ألفي ضحية على الاقل". تهديدات قائمة في أميركا الى ذلك، افادت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان خفض الادارة الاميركية درجة التأهب الى "اللون الاصفر" مستوى خطر لا يستهان به لا يعني ان التهديد الارهابي زال نهائياً، لأن تنظيم "القاعدة" لا يزال مصمماً على ضرب اهداف ومصالح اميركية في الولاياتالمتحدة وخارجها. وكان وزير العدل جون آشكروفت ومسؤولين آخرين قرروا خفض درجة التأهب بعدما كانت رفعت الى "اللون البرتقالي" وهي ثاني اعلى درجة بعد الأحمر. وقال آشكروفت في بيان مشترك مع وزير الأمن الداخلي توم ريدج ان العودة الى الاصفر "لا تعني انه يجب على الحكومة او الاجهزة الامنية او المواطنين ان يعتقدوا ان الخطر انتهى". واضاف "ذلك يعني ان بعض الخطوات الوقائية الاضافية قد تخفف في هذا الوقت". وفي واشنطن خففت بعض التدابير المشددة فيما ابقى المسؤولون على البعض الآخر منها. اما في نيويورك، فبقيت درجة التأهب عند اللون البرتقالي. فخ نصب لشيخ يمني في فرانكفورت الى ذلك، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" النقاب امس عن كيفية الايقاع برجل الدين اليمني محمد علي حسن المؤيد المتهم بأنه احد ابرز مساعدي بن لادن. وفي التفاصيل، ان المؤيد وصل الى مطار فرانكفورت فاستقبله رفيق يمني له وقاده الى سيارة "مرسيدس"، وتوجه به الى اوتيل "شيراتون" في المطار. وجاء المؤيد 54 عاماً الى فرانكفورت للقاء رجل اعمال مسلم من الولاياتالمتحدة وعد بتمويل اعمال خيرية يشرف عليها رجل الدين في الشرق الاوسط. وعرف الاميركي عن نفسه في الفندق باسم سيد شريف بن توري وقال انه اميركي اعتنق الاسلام. وخلال الايام الثلاثة التالية، التقى الرجلان مرات عدة ليناقشوا امر الاموال التي سيوفرها الاميركي والبالغة 50 ألف دولار شهرياً. واقترح رجل الاعمال ان يذهب بعض الدعم الى تنظيم "القاعدة". واقتحمت عناصر من الشرطة الالمانية غرفة الفندق في صباح 10 كانون الثاني يناير الماضي، اثناء اداء المؤيد ورفاقه الصلاة. واعتقلت الموجودين. وتبين ان رجل الاعمال الاميركي عميل سري لمكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي. وتبين ايضاً ان اليمني الذي اقنع المؤيد بالسفر الى المانيا للقاء الاميركي هو متعاون مع جهاز "أف بي آي". وقام عملاء المكتب بالاشتراك مع فرقة من الشرطة الالمانية بزرع آلات تجسس في الغرف التي أجريت فيها الاجتماعات. ويقول مسؤولون في المانيا ان الاميركيين لم يقدموا براهين تثبت ادعاءاتهم. ويقول الاميركيون ان مؤيد هو معاون المسؤول عن عمليات تنظيم "القاعدة" في الخليج العربي عبدالرحيم الناشري. وقال مرافق المؤيد محمد يحيا زايد انه اثناء تحقيق عناصر "أف بي آي" معه انه يعارض اساليب "القاعدة" على رغم لقائه بن لادن مرات عدة. تسليم باعشير الى الادعاء من جهة أخرى، اعلنت الشرطة الاندونيسية امس انها سلمت رجل الدين المسلم ابو بكر باعشير الى سلطات الادعاء مع توصية بمحاكمته بتهم خيانة البلاد. وتتهم السلطات باعشير بأنه زعيم تنظيم "الجماعة الاسلامية" في جنوب شرقي آسيا المرتبط ب"القاعدة" والذي ألقي عليه اللوم في التحريض على تفجيرات بالي العام الماضي. وكانت السلطات اعتقلت باعشير في تشرين الاول اكتوبر الماضي، للاشتباه في تورطه في مجموعة اخرى من التفجيرات التي وقعت في كنائس اندونيسية خلال عطلة عيد الميلاد عام 2000، اضافة الى تهمة التآمر لاغتيال الرئيسة الاندونيسية ميغاواتي سوكارنوبوتري. وقال ناطق باسم الشرطة: "سلمنا باعشير الى مكتب مدعي منطقة جاكرتا في ساعة مبكرة من صباح اليوم امس". واضاف ان التهم الموجهة الى باعشير تشمل "خيانة البلاد وانتهاك قوانين الهجرة وحيازة وثائق مزورة وتهماً اخرى".