أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أمس أن مسؤولين في ادارة الرئيس جورج بوش اجتمعوا سراً في أوروبا الشهر الماضي مع مسؤولين ايرانيين سعياً الى تعهد ايران بعدم التدخل في العمليات العسكرية في حال نشوب الحرب على العراق. لكن الحكومة الايرانية نفت ذلك أمس. وقال الناطق باسم الحكومة عبدالله رمضان زاده لوكالة "فرانس برس": "لم يحصل أي اتصال بين ديبلوماسيين ايرانيين واميركيين". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن الولاياتالمتحدة طلبت مشاركة ايران في عمليات انقاذ الطياريين الأميركيين اثناء العمليات، وهو ما قامت به ايران خلال الهجوم الأميركي على أفغانستان. كذلك طلبت واشنطن من طهران عدم ايواء عناصر من النظام العراقي قد تحاول استعمال الأراضي الايرانية للتعبئة ضد حكومة جديدة مدعومة أميركياً في بغداد. كما سعى الجانب الأميركي الى طمأنة الايرانيين الى انهم لن يكونوا الهدف التالي للتحركات الأميركية في المنطقة. وتأتي الخطوة الأميركية بعد سنتين تقريباً على اعلان الولاياتالمتحدةايران واحداً من عناصر "محور الشر". وعاد الرئيس جورج بوش في خطاب "حال الاتحاد" الشهر الماضي الى اتهام النظام الايراني بأنه "يقمع شعبه ويسعى الى الحصول على أسلحة الدمار الشامل ويدعم الارهاب". لكن الادارة لا تعتقد أن بالامكان الاستغناء عن تفاهم مهما كان محدوداً مع طهران في ما يخص قضية العراق. وتثير المعلومات عن اتصالات أميركية - ايرانية في كل مرة نفياً رسمياً في طهران التي انقطعت علاقتها الديبلوماسية مع واشنطن منذ سنة 1980. وقال مسؤولون أميركيون أن البيت الأبيض يأمل بأن تمتنع ايران عن أي شكل من التدخل في حال نشوء الحرب واثناء مراحل اقامة نظام جديد في العراق. الا أنهم أشاروا الى ان طهران تحتضن تنظيمات شيعية معارضة للنظام العراقي، وان المتوقع "أن لا تبقى بعيدة" عن التطورات في حال اسقاط حكم صدام حسين. وسبق لطهران أن اعلنت معارضتها للحرب على العراق. وحذّر وزير خارجيتها كمال خرازي خلال زيارته الى لندن خلال الأسبوع من أن تداعيات الحرب قد تطال ايران نفسها.