سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رامسفيلد يؤكد ان "الحرب 6 أيام او 6 اسابيع" وبرلوسكوني يطلب توسط القذافي لدى صدام والبرادعي يطلب لقاءه وطارق عزيز يهدد ب "ستالينغراد ثانية". واشنطن تغلق باب الحل السلمي وتطالب مجلس الأمن بالحسم
اغلقت واشنطن أمس الباب أمام الحل السلمي للأزمة مع بغداد، بعد تأكيد الرئيس جورج بوش ان "اللعبة انتهت". وأعلن البيت الأبيض انه "لن يسمح بأي خداع في آخر لحظة" يلجأ اليه الرئيس صدام حسين، موجهاً "رسالة" الى مجلس الأمن فحواها أن صدام "لا يظهر أي نية لنزع أسلحته" المحظورة. وبدا أن الادارة الأميركية نفضت يديها من محاولات اقناع "المحور" الفرنسي - الألماني المعارض لشن حرب على العراق، بحتمية اللجوء الى "الحل الأخير" قريباً، وفيما أصرت باريس وموسكو على موقفهما الذي لا يرى مبرراً الآن لقرار يصدره مجلس الأمن بشن حرب، قدر معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن كلفتها بخمسين بليون دولار سنوياً راجع ص 2 و3 و4. وشدد بوش أمس ضغوطه على مجلس الأمن "كي يحزم أمره بسرعة"، معرباً عن ثقته بأن المجلس سيدرك أهمية التمسك بتنفيذ شروط القرار 1441 الذي انذر العراق ب"عواقب وخيمة" إذا لم ينزع أسلحته المحظورة. وفيما لوّح بوش بأن القرار "يتحدث عن نفسه"، من دون الاشارة بوضوح الى الخيار العسكري، أعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ان الحرب إذا اندلعت: "ستستمر ستة أيام وربما ستة أسابيع، وليس ستة شهور، بالتأكيد". لكن الوزير الذي كان يتحدث في قاعدة جوية اميركية في افيانو الايطالية، أعطى مؤشراً الى احتمال اتساع الحرب لاحقاً، قائلاً ان الحرب على العراق "لن تمثل نهاية الحملة الأميركية لمكافحة الارهاب". واستبعد "تعبئة شاملة" في وقت تلقت حاملتا طائرات اميركيتان اضافيتان أوامر بالانضمام الى أربع حاملات أخرى في المنطقة. وشكك البيت الأبيض في ما بدا مرونة من بغداد بعد استجواب المفتشين أحد العلماء العراقيين، فأكد انه ينتمي الى "هيئة الرقابة الوطنية" العراقية المكلفة التنسيق مع لجنة "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال بوش للصحافيين في البيت الابيض: "لم اعتقد ابداً اننا في حاجة الى قرار ثان من مجلس الامن. القرار 1441 يتحدث عن نفسه بوضوح، وينص على عواقب وخيمة اذا لم ينزع صدام سلاحه. لكن وكما قلت امس الخميس سيكون مفيداً صدور قرار ثان اذا كان يطالب باحترام القرار 1441 ويؤكد روحه ويستطيع اعضاء مجلس الامن الآن ان يقرروا هل هذا القرار 1441 ذو معنى". وكان الرئيس الاميركي شدد الخميس على ان "صدام يكذب"، مشيراً الى التقرير الذي قدمه وزير خارجيته كولن باول لمجلس الامن. واشار الى فرنسا من دون ان يسمّيها قائلاً: "سمعت احداً يتحدث عن نظام تفتيش معزّز، لكن دور المفتشين ان يكونوا هناك وان يتحققوا مما اذا كان صدام ينزع سلاحه ام لا، وليس الدخول في لعبة القط والفأر في بلد بحجم كاليفورنيا". وتلقى بوش اتصالاً من نظيره الفرنسي جاك شيراك الذي أبلغه ان "بالإمكان نزع سلاح صدام من دون حرب"، فيما اجرى رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني اتصالاً بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، طالباً توسطه لدى صدام من اجل تفادي الضربة العسكرية. وجاء التصعيد الأميركي عشية وصول رئيسة اللجنة هانس بليكس ومدير الوكالة محمد البرادعي الى بغداد اليوم، في زيارة "الفرصة الأخيرة" قبل تقديم تقريرهما الى مجلس الأمن في 14 الشهر الجاري. كما تزامن مع "اشتباك" كلامي بين باريسوواشنطن، على أعلى مستوى، اذ ردت فرنسا على تحذير بوش الرئيس العراقي صدام حسين من أن "اللعبة انتهت"، مؤكدة ان المسألة "ليست لعبة"، في حين شدد شيراك على عدم استنفاد الجهود الديبلوماسية، وقال: "أمامنا شوط طويل، وما زال هناك بديل من الحرب". كما رفضت فرنسا تعزيز الحلف الأطلسي الدفاعات التركية استعداداً للحرب المحتملة، علماً ان الجيش التركي سيستكمل غداً حشد قواته على الحدود مع العراق. وكان البنتاغون اعطى ليل الخميس اوامر بتحريك الفرقة 101 المحمولة جواً الى المنطقة، والتي تضم 16 ألف جندي تدعمهم 270 مروحية، وتعدّ اكبر لواء هجومي، قال مسؤول اميركي ان مهمته تعتمد على "انزال من المروحيات"، ووصفه بقوة انتشار سريع. وفي الخليج الآن 110 آلاف عسكري اميركي، سيلتحق بهم عشرات الآلاف بحلول منتصف الشهر الجاري. وأبدى البنتاغون رغبة في الاستعانة بوحدات عسكرية اسبانية متخصصة في الحرب النووية والجرثومية. وتجاهل اغلاق واشنطن الباب امام المساعي السلمية، تأكيد بليكس ابداء بغداد تعاوناً مع المفتشين، كما طلب البرادعى لقاء الرئيس العراقي. وفي حين هدد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز بجعل بغداد "ستالينغراد ثانية"، اذا شنّت الولاياتالمتحدة حرباً على بلاده، اعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلوسكوني الذي اجتمع مع رامسفيلد انه ينوي لقاء المسؤول العراقي خلال زيارة الأخير للفاتيكان في 13 الشهر الجاري، وذلك من اجل "اقناع صدام بخطورة الوضع". وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعرب عن ثقته بكسب تأييد باريس وموسكو لعمل عسكري، اذا ثبت انتهاك بغداد التزاماتها. وفي العاصمة العراقية أكد مسؤول في الاممالمتحدة لوكالة "فرانس برس" ان الوكالات الانسانية التابعة للمنظمة الدولية طلبت من بعض موظفيها غير الاساسيين تأخير عودتهم الى العراق.