رفعت الادارة الأميركية مستوى التأهب الى درجة دون القصوى، بعد تلقيها تحذيرات مصدرها اجهزة الاستخبارات من "خطر مرتفع" يتعلق بهجوم ارهابي محتمل منتصف هذا الشهر. وقال وزير العدل جون آشكروفت في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الامن الداخلي توم ريدج ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي أف. بي. آي. روبرت مولر، ان تنظيم "القاعدة" يخطط لاعتداءات تستهدف ابنية سكنية وفنادق في الولاياتالمتحدة وفي العالم. وقال مستنداً الى معلومات من أجهزة الاستخبارات ان الولاياتالمتحدة رفعت حال الانذار الارهابي "من المستوى الحالي المعتبر مرتفعاً الى فئة التهديد المرتفع جداً البرتقالي". وتابع ان هذا القرار "اتخذ استناداً الى معلومة محددة تم تلقيها وتحليلها من قبل كل اجهزة الاستخبارات". واضاف ان "هذه المعلومة تأكدت من مصادر استخبارات متعددة". واضاف ان التقديرات أظهرت تزايد احتمالات شن "القاعدة" هجوماً على اهداف اميركية في منتصف الشهر الجاري، بما في ذلك المباني السكنية والفنادق. وكانت المرة الأخيرة التي رُفع فيه مستوى هذا التأهب الى هذا المستوى في 10 أيلول سبتمبر 2002، عشية الذكرى الاولى لهجمات 11 ايلول 2001. ولفت أشكروفت الى ان هجوم "القاعدة" المقبل قد يكون كيماوياً أو بيولوجياً، مشيراً الى الاعتقالات التي تمت في بريطانيا في قضية صنع سم "الرايسين" الشهر الماضي. وقال مسؤولون اميركيون ان اجهزة الاستخبارات لاحظت زيادة في "الثرثرة" لدى رصدها اتصالات بين "ارهابيين" في الاسابيع القليلة الماضية. وأضافوا ان شبكة "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن تشكل التهديد الرئيسي للأمن، اضافة الى انعكاسات محتملة للازمة العراقية. وجاء قرار واشنطن رفع درجة التأهب الى مستوى "اللون البرتقالي"، وهو مستوى اقل بدرجة واحدة من "اللون الاحمر" الذي يعني اقصى درجات التأهب، غداة تحذيرها الاميركيين في الخارج من تزايد خطر وقوع هجمات "ارهابية" بأسلحة كيماوية او بيولوجية، فيما افاد تقرير رسمي ان المختبرات الاميركية غير جاهزة بعد للتصدي لمثل هذا الخطر. راجع ص 8 ونقلت شبكة "سي أن أن" التلفزيونية عن مصادر استخباراتية وقضائية اوروبية ان اثنين من كبار المسؤولين في "القاعدة" هما "أبو مصعب الزرقاوي" أردني و"أبو خباب" مصري ساعدا في تدريب ارهابيين معتقلين في بريطانيا وفرنسا على شن هجمات بيولوجية، مشيرين الى ان التدريبات على ذلك أجريت في وادي بانكيسي الجورجي وفي الشيشان المجاورة، اضافة الى افغانستان. وتعتقد واشنطن ان "أبو خباب" اشرف على تجارب اسلحة كيماوية أجريت على كلاب في افغانستان، وصورت في شريط عثر عليه هناك وبث على شاشات التلفزيون العام الماضي.