وصل الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى موسكو امس، في أول زيارة من نوعها منذ 30 عاماً، لعقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ويتوقع أن يسعى الطرفان لإطلاق العلاقات الثنائية ومناقشة ملفات أفغانستان والعراق والشيشان وآسيا الوسطى. وكان رؤساء وزراء باكستانيون قاموا بزيارات لموسكو، آخرها زيارة نواز شريف عام 1999 قبل أن يطيحه مشرف. إلا أن هذه المرة الأولى منذ ثلاثة عقود يعقد فيها لقاء قمة في موسكو. ويتوقع ان تتحول القمة مناسبة لإزالة تراكمات سلبية كثيرة عكرت العلاقات بين البلدين، خصوصاً ابان الأزمة الأفغانية عندما كانت القوات السوفياتية تدعم نظام كابول، فيما تقف اسلام آباد خلف المجاهدين. وبعد الانسحاب السوفياتي، ظلت موسكو تتهم الباكستانيين بدعم "طالبان" ولاحقاً بإيواء او تدريب او تمويل شيشانيين وحركات وصفت بأنها "أصولية متطرفة" تعمل ضد حكومات آسيا الوسطى الحليفة لروسيا. كما ان اسلام آباد كانت دوماً تنظر بريبة واستياء الى العلاقات الاستراتيجية بين موسكو ونيودلهي، وتزويد الهند كميات كبيرة من الأسلحة السوفياتية - الروسية. وهبت رياح التغيير بعد 11 أيلول سبتمبر 2001، عندما أيد البلدان الحملة الأميركية ضد "طالبان" و"القاعدة". وأخذت اسلام آباد تقلص نشاط الشيشانيين وسحبت سمات دخول عدد من قادتهم الى باكستان. وعشية وصوله الى موسكو، أكد مشرف ان الموضوع الشيشاني "شأن داخلي روسي" وأعرب عن أمله ب"سلام قريب" هناك. ويتوقع ان يبحث مع نظيره الروسي التعاون في "مكافحة الارهاب". وطلب الناطق الرسمي الروسي الكسندر ياكوفنكو من اسلام آباد أن تعمل على وقف "تسلل ارهابيين من دول ثالثة". ويتوقع أن يسعى الجانبان الى ايجاد معادلة ترضي الطرفين في أفغانستان وتساعد في احتواء الخلافات بين البشتون المدعومين من باكستان والطاجيك الذين تساندهم موسكو. وأبدى مشرف تأييده لحكومة حميد كارزاي، وذكر في حديث الى صحيفة "ازفستيا" انه لم يبق في أفغانستان سوى "فصائل متشرذمة" من "طالبان"، بينما قال ان تنظيم "القاعدة"، "قصم ظهره" ولم يعد لديه مركز موحد. وتوقعت وكالة "نوفوستي" شبه الحكومية ان تطلب باكستان الانتساب الى "منظمة شانغهاي" التي تضم روسياوالصين ودول آسيا الوسطى وتعنى بالشؤون الأمنية والتعاون الاقتصادي في المنطقة، غير أن الخبراء يؤكدون ان مثل هذه الخطوة ينبغي ان تتم بالتنسيق مع الهند المجاورة التي ترصد بعين الغيرة تطور علاقات اسلام آباد مع "الحلفاء التقليديين" لنيودلهي. القضية الكورية وينتظر أن يكون الموضوع الكوري واحداً من المحاور المهمة حيث أبدى الجانبان رغبتهما في تسوية سلمية للوضع في شبه الجزيرة الكورية. ونفى مشرف أن تكون بلاده سلمت بيونغيانغ تكنولوجيات نووية في مقابل صواريخ كورية. ويناقش الرئيس الباكستاني مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف العلاقات الثنائية، وهو أبدى رغبته في تطويرها وشدد في صورة خاصة على أنه "يرحب" بالتعاون العسكري. ومن المعروف ان الباكستان تحصل على أسلحتها من الغرب ومن الصين. واشترت أخيراً 300 دبابة من أوكرانيا، وأفيد انها تنوي التعاقد معها على طائرات حربية. ويستبعد الخبراء احتمال ان تجازف موسكو بخسارة زبون مهم مثل الهند من أجل صفقة محدودة مع باكستان. إلا أن المراقبين يؤكدون استعداد روسيا للتعاون مع اسلام آباد في مجالات النفط والغاز والفضاء وحقول أخرى.