ذهب اللقب لمن استحقه، هذا هو العنوان الذي اتفق عليه النقاد جميعهم الذين تولوا تغطية فاعليات البطولة العربية الأولى على كأس الأمير فيصل بن فهد لكرة القدم التي استضافها فريق الاتحاد السعودي. فأهلي جدة هو الفريق الوحيد الذي لم يخسر اي مباراة، إذ فاز في سبع متتالية، بعدما قدم عروضاً من طراز رفيع اختتمها بتغلبه على الافريقي التونسي للمرة الثالثة على التوالي، بعدما تفوق عليه في الدورين الأول والثاني بنتيجة 2- صفر و3- صفر. وللمرة الأولى لا يحصل النادي المضيف على الجوائز الشرفية جرياً على عادة البطولات العربية، بسبب تألق لاعبي الأهلي، إذ فاز طلال المشعل بجائزة افضل لاعب وهو اختيار اصاب الواقع تماماً، كون هذا اللاعب قدم عروضاً ممتازة، وصنع هدف المباراة النهائية عندما تسلم الكرة بين اربعة مدافعين تونسيين وثبتها على صدره ثم سلمها لزميله المندفع المصري محمد بركات الذي عدّلها بيمناه أولاً قبل ان يسددها بيسراه في الشباك الافريقية. كما نال الاهلي جائزة اللعب النظيف بعد ان تقدم على "غريمه" الاتحاد، وأفلتت من حارسه تيسير النتيف جائزة افضل حارس، وتسبب هذا الموقف بحرج كبير لدى امانة الاتحاد العربي، ولا سيما ان اللجنة المشرفة اختارت خلال اجتماعها اليومي النتيف للحصول على الجائزة، لكن المفاجأة كانت في الملعب عندما أعلن المذيع الداخلي فوز الحارس الليبي خالد الهمامي باللقب، ما دعا عضو شرف الأهلي احمد عيد الى الاحتجاج بطريقة رياضية. وأثبتت إدارة الأهلي نجاحها عندما تعاقدت مع المدافع التونسي خالد بدرة والمهاجم المغربي بوشعيب المباركي ليكملا عقد اللاعبين الأجانب الى جانب المصري بركات. ونجح بدرة في القضاء على الفوضى في دفاع الأهلي بتوجيهاته الدائمة لزميليه نايف فلاته ووليد الجحدلي، وبدا واثقاً من تدخلاته في كل كرة، بل ان البعض اعتبره من افضل لاعبي البطولة. وزاد من تألقه في المباراة النهائية مواجهته منافس فريقه السابق الترجي، وهو الخبير بأسرار لاعبي الافريقي. لكن المصري بركات او من تلقبه جماهير الأهلي ب"بركوتا" حظي بالإشادة الكبرى، وفاز بجائزة افضل لاعب في المباراة النهائية. ويمتاز بركات بسرعة كبيرة عندما يلعب على الأطراف، بل ان البعض اعتبره انه أسرع لاعب ينقل الكرة من منطقة فريقه الى منطقة الخصم، وهو خير من ينفذ الهجمات المرتدة. وثالث الأجانب هو بوشعيب المباركي الذي نجح في اختباره الأول مع الأهلي، ويعتبر انصار الأهلي ان التعاقد معه بمثابة "ضربة معلم"، واللافت كيف فرّط السد القطري به خصوصاً انه يملك مقومات النجاح، والفريق مقبل على التصفيات الآسيوية. وتؤكد مصادر مقربة من المباركي ان سبب تركه للسد عائد لخلافه مع الإدارة، وأن المدرب البلجيكي لوكا بيرزوفيتش حاول إبقاءه لكنه لم ينجح في مسعاه. "نجوم البطولة" خلافاً لما جرت عليه العادة من تألق اللاعبين في المباريات، فإن البطولة شهدت تألق آخرين لم نشاهدهم على المستطيل الأخضر، وفي مقدمهم المشرفان على لجنة التحكيم السعودي عبدالرحمن الدهام والتونسي ناجي الجويني، ولا سيما الأخير الذي اعتبر ان خروج لاعبي الملعب التونسي عن إطار الروح الرياضية امام الأهلي في الدور قبل النهائي "يعد سقطة للكرتين التونسية والعربية"، ولم يجامل ابناء بلده عندما قال "سنرفع بواسطة الحكم تقريراً الى الاتحاد الدولي لاتخاذ ما يراه مناسباً تجاه احداث الشغب التي ارتكبها اللاعبون". كما نجح مدرب الافريقي التونسي مراد محجوب في تقديم نفسه واحداً من نجوم البطولة، وهو الذي صعد بفريقه الى النهائي بعدما اطاح بالاتحاد المضيف. ويتميز محجوب بالروح الرياضية العالية حتى حين يخسر، ونال كأس الروح المثالية. وأعاد الحكم المغربي عبدالرحيم العرجون الهيبة للحكام عندما قاد مباراة من طراز رفيع في ختام البطولة، ولم يأبه بمطالبة اكثر من 30 ألف اهلاوي بركلتي جزاء. كما لفتت الانتباه إدارة الملعب التونسي بإجراءاتها الصارمة تجاه لاعبيها، وتقديمها الاعتذار للاتحاد العربي، وقال نائب الرئيس محمد بالنور "اتخذنا عقوبات مماثلة لعقوبات الاتحاد العربي، وسنواصل علاقاتنا الممتازة معه". ونال مدير البطولة منصور البلوي الإشادة من الفرق المشاركة نظراً لنجاحه الواضح في التنظيم، وحرصه على تجاوز كل المطبات الصغيرة التي واجهت البطولة وسيرها، ما دعا الأمين العام للاتحاد العربي عثمان السعد الى اعتبارها انجح البطولات التي اقيمت حتى الآن. في المقابل، نال بعض المشاركين استياء واضحاً تقدمهم مهاجم الاتحاد البرازيلي سيرجيو الذي طُرد امام الافريقي وتسبب في خروج فريقه. كما نقم انصار "العميد" على مدربهم البرازيلي جوزيه اوسكار وطالبوا بإبعاده. وتلقى لاعب وسط الملعب التونسي الأسعد الورثاني انتقادات بالجملة بسبب اعتدائه على الحكم السوري خضر الحاج، وتم ابعاده من تشكيلة منتخب بلاده.