قبل يوم واحد من ختام بطولة الأندية العربية لكرة القدم، والتي أطلق عليها الإعلاميون البطولة الماراثونية لأنها الأطول من حيث المدة الزمنية وكثرة المباريات بعدما خاضت الفرق المشاركة 26 مباراة. بدأ الجميع يتحدث عما رافق المنافسات من ظواهر ميّزتها عن سابقاتها. ويسجل لنادي الاتحاد السعودي حسن التنظيم، بل ان رئيس الاتحاد العربي الأمير سلطان بن فهد شكر مسؤولي "العميد" على ذلك. وبدوره اعتبر الأمين العام للاتحاد عثمان السعد ان البطولة الحالية تعد من أفضل البطولات التي اقيمت وقد "نجح مديرها منصور البلوي في تذليل الصعوبات كلها التي واجهتنا، لم نطلب منه شيئاً إلا وكان أسرع منا في الإجابة". من جهته، أوضح البلوي ان البطولة لم تخسر مادياً كما يروّج البعض "نعم نحن دفعنا ما يقارب أربعة ملايين ريال، لكن الربح كان أكثر مما توقعنا، ربحنا حتى الآن ثلاثة ملايين ريال، وأتوقع أن يزداد المبلغ في الدورين نصف النهائي والنهائي. وان يبلغ نحو ثمانية ملايين ريال". لكن المباريات سجلت اقبالاً جماهيرياً ضعيفاً في الأدوار التمهيدية، وانقذ البطولة جمهورا الأهلي والاتحاد. وحسناً فعلت اللجنة المشرفة عندما برمجت مباريات الفريقين في يومين مختلفين، وألزمتهما بلعب المباراة الثانية دائماً. "تراث" الاحتجاجات ولم تخلُ البطولة من الاحتجاجات التي تتميز بها عادة المسابقات العربية، وكانت البداية عندما هدد الأهلي بالانسحاب في حال عدم السماح لمهاجمه المغربي بوشعيب المباركي باللعب بسبب ايقافه في بطولة كأس العرب التي أجريت الشهر الماضي في الكويت، لكن تدخل رئيس الاتحاد العربي انقذ الموقف اذ أصدر عفواً عاماً عن اللاعبين العرب الموقوفين جميعهم. ثم طرأت مشكلة الإعلان على قمصان لاعبي الأهلي بعدما رفضت اللجنة المنظمة ارتداء أفراد الفريق قمصاناً تحمل اعلاناً عن منتج منافس لاعلان يرتديه النادي المضيف الاتحاد، وبعد مرحلة شد وجذب انتهت المشكلة الى حل وسط يرضي الطرفين ويقضي بارتداء لاعبي الأهلي اعلاناً لمنتج آخر. وسرت اشاعات في دهاليز البطولة عن انسحاب الأفريقي التونسي بسبب أحداث مباراته مع الأهلي، إلا أن الأمين العام للاتحاد العربي نفى ذلك وقدم شكره لمسؤولي الأفريقي، وأصدرت اللجنة الفنية قراراً بإيقاف مهاجم الفريق لورانس، وشطبه من البطولات العربية، وتقديم كأس الروح المثالية للمدرب مراد محجوب تقديراً لتصريحاته المتزنة. في المقابل، أنذرت اللجنة الفنية مدرب الأهلي ايليا بسبب تصريحاته البعيدة عن الأخلاق الرياضية. وظن الجميع ان البطولة ستسير الى نهايتها بأقل عدد من الاحتجاجات، إلا أن اليومين الأخيرين شهدا احتدام الصراع بين الاتحاد ومنافسه التقليدي الأهلي على خلفية أي فريق سيلعب المباراة الأولى في الدور نصف النهائي، لكن اللائحة وقفت الى جانب النادي المستضيف ومنحته فرصة الاختيار، ففضل المباراة الأولى. وتقبل الأهلاويون رغبة نظرائهم الاتحاديين بصدر رحب. ولم يقتصر التنافس بين قطبي مدينة جدة داخل الملعب فقط، إذ تعداه الى التنافس بينهما على جائزة اللعب النظيف، فالاتحاديون يعتبرون ان فريقهم حصل على نقاط أكثر من الأهلي الا ان الاتحاد العربي راجع كشوفاته، وأعلن تساوي الطرفين في ذلك، وهما يحتلان المركز الثاني خلف الحسين الأردني الذي خرج من الدور الأول. وينتظر ان يحتدم التنافس بينهما بعدما اضافت اللجنة الفنية ثماني نقاط الى رصيد كل متأهل الى نصف النهائي، وثمانٍ أخرى الى رصيد المتأهل الى المباراة النهائية. واتسعت دائرة التنافس بين الفريقين فوصلت الى ترتيب الهدافين الذي يتصدره مهاجم الاتحاد البرازيلي سيرجيو برصيد خمسة أهداف، ويطارده مهاجم الأهلي وليد الجيزاني بأربعة أهداف. وبعيداً من منافسة القطبين، فإن البطولة شهدت تألق عدد من النجوم أبرزهم نجم الأفريقي الليبي طارق التائب الذي سجل ثلاثة أهداف، وفي حوزته عدد من العروض الاحترافية. وينتظر أن يغادر التائب الأفريقي بعد نهاية عقده في اليوم الأخير من حزيران يونيو المقبل. كما برز ظهير الأهلي البحريني أحمد الحجيري، ولاعب وسط الملعب التونسي أسامة السلامي، ومهاجم القادسية الكويتي أحمد البلوشي. وينتظر ان ينحصر التنافس على جائزة أفضل لاعب بين هؤلاء ولاعبي الاتحاد محمد نور البرازيلي سيرجيو، ولاعبي الأهلي بوشعيب المباركي وخالد بدرة ومحمد بركات. وبرز أيضاً حارس الملعب التونسي حسان الباجي وهو مرشح لانتزاع جائزة أفضل حارس، وينافسه حارس الأهلي تيسير النتيف، وحارس الاتحاد مبروك زايد.