دوربان، أديس أبابا - أ ف ب، رويترز - افتتح في دوربان أمس أول اجتماع للاتحاد الافريقي الذي يحل مكان منظمة الوحدة الافريقية كاداة اندماج داخل القارة، في حضور 50 رئيس دولة وحكومة. وافتتح الاجتماع رئيس جنوب أفريقيا ثابكو مبيكي الذي سيمارس مهمات رئاسة الاتحاد لسنة كاملة. وتبنّى القادة الافارقة بعد ذلك النصوص التأسيسية لاربعة أجهزة أساسية في الاتحاد الافريقي، معلنين إطلاق الاتحاد عمليًا. والاجهزة المستوحاة جزئيًا من الاتحاد الاوروبي هي: مؤتمر الاتحاد رؤساء الدول، المفوضية، المجلس التنفيذي الوزراء ولجنة المندوبين الدائمين السفراء. ويسعى الاتحاد الى إقامة 17 هيئة بينها برلمان ومحكمة ومصرف مركزي ومجلس للسلام والامن مستوحى من الاممالمتحدة لإدارة الازمات. وسواء كان مجرد إصلاح لمنظمة الوحدة الافريقية أو أداة حقيقية للتصدي لتهميش القارة، يهدف الاتحاد الافريقي الى تسريع عملية التكامل على منوال الاتحاد الاوروبي. ويبدو التأثير الاوروبي واضحًا في الوثيقة التأسيسية التي تم تبنيها في لومي سنة 2000. وسيتولى مؤتمر لرؤساء الدول والحكومات مهمة الهيئة العليا في الاتحاد. وعلى غرار القمة السابقة لرؤساء دول منظمة الوحدة الافريقية، ستعتمد هذه الهيئة العليا الموازنة وتضع السياسات المشتركة. لكن خلافًا للهيكلية السابقة، سيقرر رؤساء الدول مباشرة هذه السياسات المشتركة بينما كانوا في منظمة الوحدة الافريقية يكتفون بالمصادقة على توصيات الوزراء. والامر الجديد الآخر هو حق التدخل. فسيمنح المؤتمر الاتحاد حق التدخل في أي دولة عضو في بعض الظروف الخطرة، مثل جرائم الحرب وعمليات الابادة والجرائم ضد الانسانية. ويشكل هذا البند قطعًا كاملاً مع الفقرة التي كانت تنص في ميثاق منظمة الوحدة الافريقية لسنة 1963 على مبدأ عدم التدخل واحترام سيادة الدول. وتتمثل النقطة الجديدة أيضًا في إدخال نظام "آلية المراقبة" المرتبط بالشراكة الجديدة من أجل التنمية في أفريقيا نيباد التي تمثل استراتيجية التنمية في أفريقيا و"السلاح الاقتصادي الرئيسي" للاتحاد الافريقي. ويفترض أن تمارس هذه الآلية الجديدة للمراقبة المتبادلة، حقها في الاشراف وفرض عقوبات في مجال حسن التصرف والشفافية في التسيير. غير أن الدول لن تخضع لهذه الالية إلا على أساس طوعي. وسيكون للاتحاد الافريقي مجلس تنفيذي يعادل مجلس الوزراء في منظمة الوحدة الافريقية ويضم وزراء الخارجية. وستحل المفوضية محل الامانة العامة للمنظمة وستتخذ مثلها من أديس أبابا مقرًا لها. كما سيقوم رؤساء الدول بانتخاب رئيس المفوضية كما كانوا ينتخبون الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية. غير أن المفوضية ستتوسع لتتشكل من عشرة أعضاء بينهم رئيس ونائب رئيس وثمانية مفوضين. وستكلف بتنفيذ برامج وقرارات الاتحاد. ومثل ما يتخذ الاتحاد الاوروبي من بروكسل مقرًا له وبرلمانه في ستراسبورغ، لن يكون مقر برلمان الاتحاد الافريقي في أديس أبابا على الارجح، وكانت ليبيا عرضت استضافته.