قالت شركة "فاكسجين" المصنعة لمصل "إيدزفاكس" المضاد للايدز انه لا يبدو انه يحمي الجميع من الاصابة بالمرض، لكنه قد يحمي السود والآسيويين. واظهرت النتائج التي طال انتظارها لأول تجارب على مصل مضاد لفيروس "اتش آي في" المسبب للايدز انه خفض معدل الاصابة بنسبة 8،3 في المئة فقط من بين 5400 رجل وامرأة يعتبرون من الاكثر عرضة للاصابة. لكن بعد تحليل البيانات عن كثب اتضح ان الآسيويين والسود انخفضت معدلات اصابتهم بنسبة 67 في المئة عن الذين اعطوا جرعة خالية من المادة الفاعلة. وقالت الشركة في بيان صدر يوم أمس، ان معدل الاصابة بفيروس "أتش آي في" انخفض بنسبة 78 في المئة بين المتطوعين السود الذين اعطوا المصل بالمقارنة بالذين اعطوا دواء خالياً من المادة الفاعلة". وقالت الشركة انها تأمل بأن تكون هذه الخطوة الاولى في مكافحة الفيروس الذي قتل 28 مليوناً من سكان العالم، وهناك 40 مليون مصاب به في الوقت الراهن. وقال فيليب بيرمان نائب رئيس شركة "فاكسجين" للبحوث والتطوير في البيان: "هذه هي المرة الاولى التي نتوصل فيها لارقام محددة تشير الى ان مصلاً نجح في منع اصابة البشر بفيروس "اتش آي في". وشارك في التجربة 314 من السود و498 من السود والاسيويين معاً، لذلك من الصعب تفسير البيانات. لكن يقول لانس غوردون الرئيس التنفيذي للشركة انها توفر املاً كافياً لان تواصل الشركة ابحاثها لتطوير المصل. وبدأت "فاكسجين" تجاربها على المصل "ايدزفاكس" عام 1998 بحقن المتطوعين بسبع جرعات على مدى ثلاث سنوات. وقالت ان 5009 اخذوا ثلاث جرعات على الاقل وان النتائج الصادرة اليوم تعتمد على هؤلاء المتطوعين. ومن بين هؤلاء حصل 3330 على المصل، وحصل 1679 على جرعات خالية من اي مادة فاعلة. كانت هناك شكوك في مدى فعالية الامصال في مكافحة الايدز. ويعتقد الكثير من الباحثين ان فيروس الايدز متميز بسبب اسلوبه في مهاجمة الجهاز المناعي، ولا يمكن مكافحته باستخدام الامصال. لكن "فاكسجين" كانت اول شركة تجرب ذلك. وشملت التجربة خمسة آلاف رجل وامرأة في الولاياتالمتحدة وهولندا ممن يعتبرون من الاكثر عرضة للمرض. وهناك نحو 30 مصلاً آخر في مراحل مختلفة من التطوير في الوقت الراهن. وصمم مصل "فاكسايدز" للحماية من النوع "بي" الشائع من الفيروس الذي يظهر في اوروبا والولاياتالمتحدة. وليس من المتوقع ان يكون فاعلاً بدرجة كبيرة مع الانواع المنتشرة في افريقيا، القارة الاكثر تضرراً بالمرض. وتقترب الشركة كذلك في تايلاند من انهاء المرحلة النهائية من التجارب التي تتقدم بعدها بطلب موافقة ادارة الاغذية والادوية. وهذا النوع من المصل صمم ليحمي من انواع "بي" و"آي" من فيروس "اتش آي في" التي تظهر بدرجة اكبر في آسيا. ومن جهة ثانية سعرت شركة "روش" السويسرية أمس دواءها الجديد "فوزيون" لعلاج الايدز، عند مستوى قياسي في الارتفاع بلغ 18980 يورو 20570 دولاراً سنوياً ما أثار جدلاً. وهذا الدواء المعروف كذلك باسم "تي20" هو الاول في نوع جديد من الادوية، صممت لمرضى لا يستجيبون لأساليب العلاج الاخرى. وعلى عكس ادوية اخرى يعمل فوزيون داخل الخلية، ويمنع فيروس "اتش آي في" المسبب للمرض من اختراق الخلايا المناعية السليمة. وقالت "روش" ان ارتفاع التكلفة التي تتجاوز تكلفة اي علاج آخر للايدز متاح في الاسواق، تعكس تعقيد التصنيع الذي يشمل اكثر من مئة خطوة للانتاج. وقال ديفيد ريدي رئيس قطاع ادوية فيروس الايدز في روش: "هذا الدواء اكثر تعقيدا في تصنيعه بعشر مرات عن ثاني اكثر الادوية تعقيداً، في ما يتعلق بالعلاج من فيروس "اتش آي في". وقال ان تطوير الدواء يكلف 840 مليون فرنك سويسري، لا تشمل مصاريف التسويق. ووجه نصف هذا المبلغ الى التجارب المعملية، وعكس النصيب الاكبر من بقية المبلغ الاستثمارات في وحدات تصنيع متخصصة. ولا تمثل تكاليف الابحاث سوى واحد في المئة. ورفض ريدي التعليق على هامش الربح الذي ستحظى به "روش" من بيع الدواء الذي تعتقد الشركة ان ذروة مبيعاته السنوية ستبلغ نحو بليون فرنك سويسري 740 مليون دولار.