هذه المرة استبدل العرب تقديم موعد القمة العربية، المقرر عقدها في مملكة البحرين يومي 24 و25 آذار مارس المقبل، بقمة طارئة على طريقتهم التقليدية، يجري التحضير لها بسرعة، وتنتهي بخلافات، ويصدر عنها بيان إنشائي يطويه النسيان قبل تلاوته. لكن تقديم موعد القمة على رغم وجاهته وسهولة تنفيذه لن يغير النتيجة، وربما كرّس ضعف الموقف العربي. تحدثت أمس إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وسألته عن جدوى عقد القمة في هذا الوقت، وأشرت إلى أن ثلاث دول عربية محورية شاركت أواخر الشهر الماضي في مؤتمر اسطنبول الإقليمي الذي صدر عنه، بعد ولادة متعسرة، إعلان توفيقي كشف ضعف موقف دول المنطقة، وعدم قدرتها على تغيير مسار الأزمة. لكن عمرو موسى يرى "أن مؤتمر اسطنبول بحث قلقاً يخص دول الجوار، وليس بديلاً من القمة العربية، لذلك من الضروري أن يجتمع العرب بأسرع ما يمكن لاتخاذ موقف عربي واضح". ويضيف: "كيف يجتمع الاتحاد الأوروبي ويتخذ موقفاً ونحن نتفرج"؟ من المستحيل أن تتخذ القمة موقفاً يشير، ولو باستحياء، إلى وجود نية لمواجهة السياسة الأميركية في هذه الأزمة أو عدم التنسيق معها، ويصعب الاكتفاء بموقف أدبي رافض للحرب. لكن أمام القمة فرصة تاريخية للخروج من ثنائية الضعف أو المواجهة المعنوية المستحيلة، وإحداث نقلة في العمل السياسي العربي المشترك، وتخصيص اجتماعات القمة للحديث عن خطط تغيير نظام بغداد لتلافي الحرب، وتنحي الرئيس صدام حسين، ومناقشة الوضع العراقي بعد رحيله عن السلطة، والتعامل بواقعية مع الظروف والدخول في الترتيبات عوضاً عن رفضها، وإعادة صوغ بعض المفاهيم السياسية التي يرضينا التمسك بها عاطفياً، لكنه سيؤدي في النهاية إلى إقصاء أي دور عربي في هذه الأزمة.