فتحت فرنسا جبهة جديدة في "معركتها العراقية"، فبعدما اتخذت مواقف معارضة لشن حرب فورية في مجلس الأمن والحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بدأت حملة على دول أوروبا الشرقية التي وقعت بياناً مؤيداً لواشنطن. وحذرتها من "رد فعل المواطنين" الأوروبيين عندما سيطلب منهم المصادقة على انضمامها إلى الاتحاد. وشن "أوروبيو أميركا" هجوماً عنيفاً على الرئيس جاك شيراك، متهمينه بأنه يمارس عليهم قمعاً أشد من قمع الاتحاد السوفياتي السابق عندما كانوا منضوين تحت لواء حلف وارسو ومنظومة الدول الاشتراكية. وساندهم في الهجوم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يحاول تزعم "أوروبا الجديدة" - كما عبّر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد - معتبراً أن من حقهم التعبير عن أنفسهم مثلهم مثل فرنسا تماماً، وإن لم يكونوا أعضاء في الاتحاد. واتهم باريس بمحاولة شق الصف بين أوروبا وأميركا و"اللعب لعبة خطيرة". واعتبر الرئيس الروماني بون اليسكو ان تصريحات شيراك "ليست في محلها في إطار هيكلية ديموقراطية". وكان الرئيس الفرنسي قال إن دول أوروبا الشرقية "لا تعي تماماً المخاطر التي تكتنف الدعم المتسرع للموقف الأميركي"، وأنها "فوتت فرصة للزوم الصمت". وقال رئيس الوزراء السلوفاكي ميكولاس جوريندا، وهو من أشد أنصار الرئيس جورج بوش حماسة: "يحق للجميع أن يكون له موقف خاص …. اننا نستعد للمشاركة في تحديد سياسة أوروبا. هذا حقنا ومسؤوليتنا". واعتبر نائب وزير الخارجية البلغاري لوبومير ايفانوف ان تصريحات شيراك "تنم عن توتر". ولكن على رغم هذه الحملة، ما زالت فرنسا ماضية في موقفها، وقالت وزيرة الدفاع ميشال اليو ماري محذرة: "أنا قلقلة، أقولها بوضوح تام. بما أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يتم عبر المصادقة عليه في البرلمان وعبر الاستفتاء فمن مصلحة هذه الدول أن تنتبه إلى أن المواطنين قد يعتبرونها لا تريد السلام داخل العائلة الأوروبية". ورد مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي على اليو ماري، معلناً أنه سيخطر الدول المرشحة للعضوية بأن على الاتحاد السعي إلى توحيد موقفه في الشؤون الدولية. وانتقد شيراك بصورة غير مباشرة لمحاولته إملاء مواقف على هذه الدول.