إنشغلت كوريا الشمالية عن الازمة مع الولاياتالمتحدة، وانهمكت في الاحتفال بعيد الميلاد الحادي والستين لزعيمها كيم جونغ ايل، مع الافراط في اظهار التقدير له والثناء على "حكمته النافذة" و"ثباته الذي لا مثيل له". والمفارقة ان وسائل الاعلام الكورية الشمالية الرسمية ادعت ان عيد ميلاد كيم الابن كان مناسبة "لاحتفالات عدة في سورية والاردن والنمسا وبيرو والمكسيك وكثير من الدول الاخرى". وقالت وسائل الاعلام الكورية الشمالية ان المواطنين العاديين قاموا للمناسبة برحلات الى اماكن تذكارية خاصة بالزعيم الراحل كيم ايل سونغ والد الزعيم الحالي ومؤسس الدولة، فيما تعهد الجيش الكوري المكون من مليون جندي الولاء لكيم الابن. وبث التلفزيون المحلي صوراً للناس وهم يرقصون في ميدان رئيسي في بيونغيانغ. ووصفت صحيفة "رودونغ سينمون" التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، كيم الابن بأنه "المخطط الاعظم لرخاء البلاد". وقالت انه "يمثل الارادة المتحدية للموت، اذ لا تستطيع اي قوة على وجه الارض قهر شعب مستعد للتضحية بحياته". وظهرت فرقة الآلات النحاسية التي ارسلها كيم في منتجع مونت كومغانغ السياحي حيث عزفت امام نحو 400 كوري جنوبي وعدد من الصحافيين الغربيين. وقالت مرشدة سياحية من كوريا الشمالية ان عيد ميلاد كيم الابن سيأتي بالكهرباء الى قريتها على مدار اليوم امس. ويذكر ان كيم جونغ ايل الذي ولد في اقصى شرق الاتحاد السوفياتي عام 1942، تولى السلطة خلفاً لوالده عام 1994. اربعة مفاعلات على صعيد آخر، نشرت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية امس، ان كوريا الشمالية تخطط لبناء أربعة مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء، تزيد قدرة كل منها عن طاقة مفاعل يونغبيون محل الخلاف مع الولاياتالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن مدير الطاقة في كوريا الشمالية كيم جاي روك قوله ان انتاج المفاعلات المقترحة من الطاقة الكهربائية قد يصل الى 200 ميغاوات وهو ما يفوق انتاج يونغبيون ب40 مرة. وقال كيم للصحيفة ان هناك حاجة الى "اجراءات يائسة لمواجهة نقص التدفئة والانارة في البلاد. وسيمكننا هذا من الوفاء بالاحتياجات الملحة للكهرباء في بلادنا". وتتصاعد الازمة في شأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية منذ تشرين الأول أكتوبر الماضي، عندما ذكرت واشنطن ان بيونغيانغ اعترفت بالمضي في برنامج لتخصيب اليورانيوم، في ما يعد انتهاكاً لاتفاق 1994 الذي جمدت بمقتضاه برنامجها النووي في مقابل الحصول على مفاعلين للطاقة الذرية ومساعدات اقتصادية. ومنذ ذلك الحين طردت كوريا الشمالية مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وانسحبت من اتفاق الحد من انتشار الاسلحة النووية، وذكرت انها مستعدة لاعادة تشغيل مفاعل يونغبيون القادر على تطوير بلوتونيوم يصلح لانتاج القنابل. من جهة آخرى، اعترفت مجموعة "هيونداي" الصناعية والمالية في كوريا الجنوبية امس، بانها حولت اموالاً الى كوريا الشمالية سراً، لاقناع بيونغيانغ بعقد القمة التاريخية بين زعيمي الشطرين قبل ثلاث سنوات. وقال شونغ مونغ هون الذي يدير قسم النشاطات التجارية مع كوريا الشمالية ان "هيونداي" وافقت على تحويل 500 مليون دولار الى بيونغيانغ للحصول على حقوق تجارية حصرية هناك.