نيقوسيا - أ ف ب، رويترز - عاد القبارصة اليونانيون الى صناديق الاقتراع أمس الأحد للمشاركة في الجولة الثانية والأخيرة للانتخابات الرئاسية التي شهدت تنافساً حامياً بين الرئيس الحالي غلافكوس كليريدس ووزير الخارجية السابق جورج ياكوفو. وحظيت الانتخابات باهتمام المراقبين في الغرب كونها تنعكس مباشرة على الجهود الدولية لإعادة توحيد الجزيرة وضمها الى الاتحاد الأوروبي. ويعتبر المراقبون كليريدس 79 عاماً أكثر اعتدالاً تجاه المبادرات الدولية فضلاً عن كونه أكثر انفتاحاً تجاه القبارصة الأتراك في الشطر الشمالي من الجزيرة. ورأى مراقبون أن مرونة كليريدس مردها خبرته السياسية الواسعة على عكس منافسه ياكوفو 60 عاماً الذي اعتبره كثيرون عاجزاً عن إدارة الأزمة في الجزيرة. وكان كليريدس حصل في الجولة الأولى من الانتخابات الأحد الماضي على 40.1 في المئة من الأصوات في مقابل 40.6 لمنافسه ياكوفو لكن انسحاب المرشحين الآخرين من السباق الرئاسي أعاد خلط الأوراق. كليريدس والأتراك ولدى وصول كليريدس الى مكتب الاقتراع راح انصاره يهتفون "غلافكوس، رئيسنا مرة اخرى". ووجه في تلك اللحظة "رسالة مودة" للقبارصة الاتراك بحضور حوالى 20 صحافياً قبرصياًتركيا قدموا من الشطر الشمالي. واكد كليريدس انه يعتزم "مواصلة الجهود مع زعماء القبارصة الاتراك، للوصول الى حل عادل ومقبول تستفيد منه المجموعتان وكذلك الطوائف المارونية والارمنية واللاتينية اقليات. وبلغ عدد الناخبين المسجلين 447 الفاً من أصل 651 ألف قبرصي يوناني ووزع الناخبون على 1018 قلما انتخابياً في خمس محافظات في الشطر الجنوبي من الجزيرة. وللمرة الاولى، قررت السلطات خفض سن الناخبين الى 18 عاما الامر الذي سمح ل 27 ألف شاب لم يعرفوا الجزيرة قبل تقسيمها للتوجه الى مكاتب الاقتراع . وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الاولى 7.91 في المئة، علماً ان الانتخابات إلزامية ويعاقب المتخلفون بغرامة. وعلى غرار الدورة الاولى الاحد الماضي، اتخذ الصليب الاحمر الدولي اجراءات خاصة تمكن ال 250 قبرصياً يونانياً ومارونياً من اصل 600 يعيشون في الشطر الشمالي من الجزيرة من الادلاء بأصواتهم أمس. والقبارصة اليونانيون هم الوحيدون المخولون بالتصويت اذ ان دستور العام 1960 يسمح للقبارصة الاتراك بالتصويت لانتخاب نائب الرئيس لا غير. ولكن هذا الدستور لم يعد يطبق منذ الاضطرابات بين الجاليتين العام 1963 التي سبقت الاجتياح التركي لشمال الجزيرة حيث اعلن القبارصة الاتراك من جانب واحد "الجمهورية التركية لشمال قبرص" العام 1983 ولكن لم تعترف بها الا انقرة.