بحث الكاردينال روجيه اتشيغاري مبعوث البابا يوحنا بولس الثاني أمس مع الرئيس صدام حسين سبل "ضمان السلام" ووجه نداء الى "الضمير" العالمي لتفادي الحرب. فيما صلى نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي في آخر يوم من زيارته لايطاليا من أجل السلام. وقال اتشيغاري بعد اجتماعه لساعتين مع صدام حيث سلمه رسالة من البابا "تعلق الاجتماع بمعرفة الخطوات التي اتخذت لضمان السلام من خلال ارساء مناخ ثقة يتيح للعراق استعادة مكانه" في الاسرة الدولية. واضاف: "ان لقائي مع الرئيس العراقي دار حول مسائل ملموسة لا يمكنني كشفها احتراماً لمن ارسلني ولمن استقبلني". ورفض الاجابة عن سؤال عن رد فعل صدام على اجتماع مجلس الامن الجمعة. واوضح ان "محور اللقاء كان الشعب العراقي بأكمله الذي عرفت من بغداد الى الموصل كم يطمح الى سلام عادل ودائم بعد سنوات المعاناة الطويلة التي اعربت الكنيسة والبابا باستمرار عن تضامنهما معه". واطلق مبعوث البابا قبل مغادرته بغداد نداء الى "ضمير" المجتمع الدولي الذي يبدو في معظمه متردداً في تأييد الولاياتالمتحدة وبريطانيا في حرب على العراق. وقال: "باسم البابا ادعو ضمائر كل اولئك الذين يؤثرون في هذه الايام الحاسمة، في مستقبل السلام. لأن الضمير، في النهاية، ستكون له الكلمة الفصل الاقوى من كل الاستراتيجيات والايديولوجيات وحتى الاديان". واشاد "بكل الذين يعملون بهمة قوية" لتفادي الحرب، موضحاً ان "الكنيسة لديها طريقتها الخاصة في الحديث عن السلام وصنعه". ووصل اتشيغاري مساء الثلثاء الى العراق واجتمع الاربعاء مع نائبي الرئيس العراقي طه ياسين رمضان وطارق عزيز. واقام في اليوم نفسه قداسا في الكنيسة الكلدانية في بغداد بحضور رجال الدين العراقيين. وزار الخميس والجمعة مدينة الموصل حيث نصف افراد الطائفة المسيحية في العراق. وتمثل هذه الطائفة حوالى 4 في المئة من السكان حسب سفارة الفاتيكان لدى العراق. وفور وصوله الى بغداد قال اتشيغاري انه جاء "لاظهار الى اي حد يسعى البابا يوحنا بولس الثاني الى دفع جهود السلام الهش والمهدد للأسف في هذه البلاد، الى أقصاها". وفي ايطاليا، صلى طارق عزيز أمس من أجل السلام على قبر القديس فرنسيس الاسيزي، في اسيزي على بعد 200 كلم شمال روما، خلال احتفال ديني استغرق نصف ساعة. وكتب بالانكليزية على سجل الضيوف المميزين للكنيسة "ليمنح الرب القدير السلام للشعب العراقي والعالم اجمع". ودون رهبان الفرنسيسكان على احدى صفحات السجل رسالة السلام التي وجهها البابا يوحنا بولس الثاني في اسيزي في 24 كانون الثاني يناير 2002 خلال اللقاء من اجل السلام الذي شارك فيه ممثلون عن كل الاديان في العالم. وكان البابا دعا الى هذا اللقاء بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001. وجاء في هذه الرسالة التي تلاها المشاركون في الاحتفال كل بلغته الايطالية والانكليزية "لا عنف بعد اليوم على الاطلاق، لا حرب بعد الان على الاطلاق، لا ارهاب بعد الان على الاطلاق". ووقف المسؤول العراقي مطرق الرأس اثناء الصلاة. ولدى وصوله امام قبر القديس فرنسيس الاسيزي، جثا طارق عزيز ورسم اشارة الصليب. وتلقى نائب رئيس الوزراء العراقي هدية هي عبارة عن بوق من العاج وضع على وسادة صغيرة من الساتان الاحمر، وهو مزين بكتابات حفرت عليه باللاتينية، وكان قدمه احد سلاطين مصر، الملك الكامل، في 1219 لرهبنة الفرنسيسكان. وكان البوق يستخدم لدعوة المؤمنين الى الصلاة. واشار الاخ الفرنسيسكاني سيلفسترو بيجان الى ان البوق يدعو اليوم الناس والشعوب الى "نسج علاقات صداقة واخوة عالمية". وتلقى طارق عزيز ايضا هدية رمزية اخرى هي عبارة عن مصباح على شكل كرة موضوع على قاعدة من الطين، وهو نسخة عن المصباح الذي اضاءه البابا في اسيزي في 24 كانون الثاني 2002 ولا يزال مضاء بصورة مستمرة على مذبح الكنيسة بين تمثال صغير للقديس فرنسيس الاسيزي وآخر للقديسة كيارا. ولدى خروجه من الكنيسة، اكد نائب رئيس الوزراء العراقي انه يحمل "رسالة سلام". واعلن في ختام الصلاة قبل تناول الغداء مع الرهبان الفرنسيسكان "ان الشعب العراقي يريد السلام. اليوم يتظاهر ملايين من الناس في العالم من اجل السلام. فلنعمل معا لمقاومة الحرب والعدوان".