صدر للناقد المسرحي المصري اسامة أبو طالب كتاب عنوانه "مغامرة المسرح.. دراسات في تأصيل التجريب المسرحي المصري" ضمن مشروع "مكتبة الاسرة" الذي تصدره الهيئة المصرية العامة للكتاب. يضم الكتاب 310 صفحات من القطع الصغير ويتألف من قسمين، الاول نظري والثاني تطبيقي. يستهل أبو طالب كتابه بتصدير يلخص مفهومه لفن المسرح بدأه بقوله: "لا يُعنى المسرح بغير المغامرة، مثلما لا يحترم سواها، فإن فقدها أصبح فعلاً عارياً مآله الاهمال ونهايته كومة المعتاد وحفرة الشائع المستهلك والمبتذل". وينتقل بعد ذلك الى مقدمة يرصد فيها جذور التجريب في النص المسرحي العربي في أعمال لتوفيق الحكيم وعلي أحمد باكثير وألفريد فرج ويوسف ادريس ونعمان عاشور وسعدالله ونوس ونجيب سرور... وغيرهم. ويخلص أبو طالب في تلك المقدمة الى أن من حق صلاح عبدالصبور أن يتصدر قائمة هؤلاء المجربين ويتوجها، ليس من أجل انجازاته في الشعر الدرامي وحده كلغة، بل وعلى صعيد "البنية المسرحية" التي أثرى تجربتها على رغم رحيله المبكر. ويقول إن "مأساة الحلاج" لا تعني غير محاولة واضحة محددة القصد والمعالم لممارسة تطبيق ت.س. إليوت الشهير على شخصية توماس بيكيت، في جعل القديس بطلاً تراجيدياً على خلاف القاعدة اليونانية، و"تجريب" هذا التطبيق على أرض إسلامية أبت فيها التراجيديا ان تستسلم لمحاولات الحكيم وباكثير من قبل، لكنها أصبحت طيعة على يد الشاعر المصري العبقري الذي لم يكتف بنقلها الى هموم متصوف مسلم، بل طور من هذه الهموم - في شكل لا يصمد أمامه أي رفض - حتى حولها الى نضال تبدو معه تجربة اليوت - الاصل فقيرة في دراميتها على رغم عظمتها الشعرية التي لا تنكر. ويتتبع أبو طالب بعد ذلك علامات أخرى على تميز تجريب صلاح عبدالصبور. ويضم أبو طالب الى عبد الصبور، في هذا المجال، كلاً من سعدالله ونوس وعبدالكريم برشيد و"زملاءه الاحتفاليين من المغرب العربي حتى ولو زعم زاعم - بصدق - وأشار الى تأثراتهم بنوع أو بأنواع غربية".