استغربت مصادر عربية في القاهرة تسريب اسرائيل معلومات عن اتصالات اسرائيلية - عراقية جرت في القاهرة وعواصم اخرى قبل سنوات، واعتبرت السلوك الاسرائيلي مرتبطاً باحتمالات الحرب الاميركية على العراق، والسعي الى الاساءة الى النظام العراقي بأي طريقة. وكانت صحيفة "معاريف" أفادت امس أن اسرائيل والعراق أجريا اتصالات سرية اعتباراً من عام 1987، شاركت فيها مصر بفي شكل نشط كانت ستؤدي الى توقيع اتفاق سلام، لكن الولاياتالمتحدة "نسفت هذه الاتصالات" التي بدأت صيف ذلك العام في واشنطن "بمبادرة" من العراق. واشارت الى لقاء ضم وزير الطاقة الاسرائيلي آنذاك موشي شاحال العراقي الاصل، وسفير العراق لدى الولاياتالمتحدة في تلك الفترة نزار حمدون، مؤكدة أن النقطة الجوهرية للقاء شاحال - حمدون "كانت التزام اسرائيل دعم العراق علناً في حربه مع ايران في مقابل تعهد بغداد علناً ان ليس لها أي خلاف حدودي مع اسرائيل". وذكرت الصحيفة ان مصر عرضت على شاحال التوجه الى بغداد، لكنها لم توضح هل الزيارة تمت أم لا. وأشارت الى أن الاتصالات استمرت لفترة طويلة بعد حرب الخليج الثانية، لكن الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون "نسفها". واكدت المصادر العربية ل"الحياة" ان تلك المعلومات نُشرت في صحف ووسائل اعلام قبل سنوات، وكشفت ان الاتصالات "جرت على خلفية رغبة العراق في بناء خط انابيب نفط يمتد الى العقبة، لكن الاسرائيليين أصروا على أن تكون لهم حصة من النفط العراقي". واشارت المصادر الى ان الجانب العراقي لم يتحفظ عن الدخول في حوار سري مع الاسرائيليين بعد كشف فضيحة "ايران غيت"، وذكرت ان شاحال وحمدون بحثا في موضوع انبوب النفط الذي كان مفترضاً أن تتولى شركة "بيكتيل الاميركية تشييده". ولفتت الى ان وزير الخارجية الاميركي السابق جورج شولتز سعى الى إتمام اتفاق بين الطرفين، كونه كان تولى في فترة سابقة رئاسة مجلس ادارة الشركة الاميركية. واضافت المصادر أن الرئيس صدام حسين خشي ان يؤدي اي تدخل للاسرائيليين الى تعطيل المشروع او تخريبه بعد تشييد الانبوب فوافق على الدخول في الحوار مع الاسرائيليين، مشيرة الى ان جانباً من الحوار جرى في المغرب برعاية العاهل الراحل الملك الحسن الثاني، حيث عقدت لقاءات بين شاحال والسفير المغربي في القاهرة انذاك نبيل نجم. ولفتت الى معلومات عن لقاءات عقدها نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز مع مسؤولين اسرائيليين في دول اوروبية بعد حرب الخليج الثانية، شارك فيها وزير الدفاع الاسرائيلي السابق موردخاي غور.