قالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان انتاج النفط العالمي سجل انتعاشاً جزئياً من صدمة انخفاض انتاج فنزويلا في شهر كانون الثاني يناير الماضي، لكن طلباً أكبر من المتوقع على أنواع الوقود التي يرتبط استهلاكها بفصل الشتاء ما زال يؤثر في المعروض العالمي. وارتفعت أسعار النفط في الاسواق الدولية أمس تدفعها المخاوف منأن تشن الولاياتالمتحدة حرباً على العراق، على رغم المعارضة الدولية، والقلق من تراجع مخزونات المنتجات المكررة الاميركية. قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان صناعة النفط ستستغرق وقتاً قبل تهيئة الطاقة غير المستغلة للعمل واعادة بناء المخزونات بعد الاضراب الذي اجتاح فنزويلا، محذرة من مزيد من التقلبات في الاسعار هذه السنة. وقال التقرير: "ان التحسن التدريجي في ميزان العرض والطلب… لا يعني ان الامور بدأت تعود الى طبيعتها". وارتفع انتاج فنزويلا من النفط الى 625 الف برميل يومياً في المتوسط في الشهر الماضي ووصل الى 1.4 مليون برميل يومياً في المتوسط في أوائل شباط فبراير الجاري مقارنة بنحو 3.4 مليون برميل يومياً قبل الاضراب. وأضاف التقرير ان فنزويلا ما زالت بعيدة فيما يبدو عن استئناف الانتاج بالمعدلات العادية. وارتفع انتاج النفط العالمي 1.2 مليون برميل يومياً في كانون الثاني، بعد انكماشه بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً في كانون الاول ديسمبر، نتيجة ارتفاع انتاج السعودية والعراق والامارات ونيجيريا. لكن الطلب في الدول الصناعية نما بقوة أيضاً بسبب برودة الطقس في النصف الشمالي من الكرة الارضية وانتعاش صناعة الطيران. وقالت الوكالة انها عدلت بالزيادة ايضاً بمقدار 400 الف برميل يومياً تقديرها للطلب العالمي على النفط في الربع الاول من السنة الجارية الى 78.2 مليون برميل يومياً. واضافت انه بعد سنوات من النمو الضعيف للغاية أصبح من المتوقع ان ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً في السنة الجارية بكاملها، بزيادة 100 الف برميل يومياً على تقديراتها السابقة. لكن تراجع النمو الاقتصادي عن المستوى العالمي أدى إلى استمرار الطلب عند مستويات منخفضة. ففي أوروبا على سبيل المثال انخفض الطلب على النفط في العام الماضي وليس من المحتمل ان يرتفع هذه السنة الى مستواه عام 2001. وقال التقرير ان الطلب على وقود التدفئة ونواتج التقطير في كانون الاول في العالم الصناعي انخفض بما بين تسعة و16 في المئة عن المتوسط في الأعوام الخمسة حتى عام 2000. وقالت الوكالة: "من الواضح ان الفائض سيكون محدوداً في حال تراجع الامدادات من العراق او بعض دول الخليج الاخرى في المستقبل القريب واستمرار القيود على انتاج فنزويلا". وأشارت المنظمة أيضاً إلى اضطراب محتمل في اثناء الاستعداد للانتخابات النيجيرية في نيسان ابريل المقبل. وزاد اجمالي انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بمقدار 890 ألف برميل في الشهر الماضي بفضل نمو انتاج السعودية والعراق والامارات ونيجيريا. وتابعت الوكالة ان انتاج الدول العشر الملتزمة بحصص انتاج بعد استبعاد العراق بلغ 23.17 مليون برميل يومياً بزيادة 717 الف برميل مقارنة بشهر كانون الاول. وكان سقف الانتاج الرسمي لدول "أوبك" العشر 23 مليون برميل يومياً في كانون الثاني وارتفع الى 24.5 مليون برميل بداية من الاول من شباط. ومع توقع نمو أكبر للانتاج في شباط، ليصل الانتاج لاعلى مستوياته في عامين، يتساءل المحللون عما اذا كان يمكن ل"أوبك" التوسع اكثر في الانتاج والحفاظ عليه في حال شن هجوم اميركي على العراق وتوقف صادراته. واضافت الوكالة: "ينبغي ان تبين الاسابيع القليلة المقبلة أي مدى يمكن الحفاظ على مستويات الانتاج المرتفعة والتي لم تختبر لفترة طويلة في كثير من الحالات. يشير التحليل الذي يتضمنه هذا التقرير إلى إمكان رفع الانتاج بين 1.5 ومليوني برميل يومياً بسرعة كبيرة، إلا أن أي زيادة فوق هذا المستوى ستتحقق بخطى ابطأ". وتابعت الوكالة ان انتاج فنزويلا انخفض 135 الف برميل يومياً الى 570 الف برميل في اليوم في المتوسط في كانون الثاني مقارنة بالشهر السابق الا انه ارتفع الى 1.24 مليون برميل يومياً في أوائل الشهر الجاري. وفي الوقت نفسه ذكرت الوكالة ان تزامن الارتفاع المستمر لانتاج فنزويلا مع تراجع الطلب بمقدار مليوني برميل في الربع الثاني من هذه السنة قد يؤدي لتغييرات جذرية في الوضع، ما يستلزم تخفيضات سريعة وحاسمة للانتاج. وارتفع الانتاج العالمي للنفط 1.2 مليون برميل الى 77.58 مليون برميل في كانون الثاني، الا ان الزيادة تمثل فقط نصف الفاقد في انتاج فنزويلا في كانون الاول. وساهم في ذلك نمو الانتاج من خارج أوبك بمقدار 368 الف برميل يومياً وشمل زيادة الانتاج من خليج المكسيك في الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي السابق والبرازيل الى جانب زيادات اقل في المكسيك وكندا. وتوقعت الوكالة ان يزيد الانتاج خارج "أوبك" نحو 215 الف برميل يومياً في شباط وسط توقعات باستئناف الانتاج في الاسكا وحقول بحر الشمال في النروج والمياه العميقة قبالة سواحل البرازيل. وتابعت الوكالة ان توقعاتها للطلب على خام "أوبك" مضافاً اليه السحب من المخزون تبلغ 25 مليون برميل يومياً سنة 2003، الا ان نمو الطلب في الربع الاول أدى الى زيادة بمقدار 400 الف برميل ليصل اجمالي الطلب على نفط "أوبك" والسحب من المخزون الى 25.9 مليون برميل يومياً وهو يتجاوز سقف "أوبك" كثيراً. وتابعت الوكالة ان الطلب سينخفض نحو مليوني برميل يومياً في الربع الثاني. الاسعار ارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم آذار مارس في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 32.70 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 18 سنتاً على سعر الاقفال السابق. ويشار الى ان حركة التعامل كانت محدودة على عقود آذار، أول شهور التعاملات الآجلة والتي ينتهي تداولها اليوم. وارتفعت الاسعار على رغم الخلافات العميقة في حلف شمال الاطلسي التي قد تؤدي الى تأجيل الحرب المحتملة على العراق. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود آذار 20 سنتاً الى 35.64 دولار للبرميل في تعاملات "نايمكس" الالكترونية على نظام "أكسيس". وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة انخفض أول من أمس 31.35 دولار للبرميل من 31.38 دولار يوم الاثنين الماضي. وقال متعاملون ان ارتفاع اسعار الخام تدعم بفعل مخاوف من احتمال وقوع هجمات جديدة في بريطانياوالولاياتالمتحدة في اعقاب اذاعة شريط صوتي لاسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" أول من أمس.