رفعت وزارة الداخلية اليابانية تحذيراتها لرعاياها في كل من السعودية والكويت وإسرائيل مع تزايد التعزيزات العسكرية الأميركية واحتمال تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط. وأصدرت الوزارة يوم الاثنين الماضي تحذيراً جديداً يدعو المواطنين اليابانيين إلى تأجيل السفر إلى هذه الدول الثلاث "مهما كانت الأسباب"، ويوصي المقيمين هناك بالمغادرة فوراً "إذا كانت مغادرتهم ممكنة". ودعا التحذير، الذي لا يُعتبر تنفيذه الزاماً بل طوعاً، المواطنين اليابانيين المضطرين للبقاء في تلك الدول إلى توخي أقصى درجات الحذر والحيطة وعدم الاقتراب من المناطق التي فيها منشآت أميركية أو غربية. وقال التحذير بأن الأجواء الأمنية في المنطقة "غير واضحة والتوقعات صعبة حالياً لاستشعار الوضع المستقبلي لكن السيناريو الأسوأ قد يكون شن حرب على العراق، ما سيؤثر على الدول المجاورة وبالتالي يجب مراعاة احتمال اغلاق المطارات وإلغاء الرحلات الجوية في الدول المذكورة، ما قد يجعل من الصعب مغادرتها". واستناداً إلى أرقام الخارجية، فإن عدد اليابانيين يبلغ 150 و180 و580 مواطناً في كل من الكويت والسعودية وإسرائيل على التوالي. ودعا البيان عائلات جميع اليابانيين المقيمين في منطقة الخفجي الواقعة بين السعودية والكويت إلى المغادرة نظراً إلى قربها من الحدود العراقية، كما دعا إلى تأجيل السفر إليها مهما كانت الأسباب، وأكد على المقيمين فيها من اليابانيين، ومعظمهم من العاملين في الشركات النفطية، ضرورة مغادرتها إلى مناطق أكثر أماناً. وحذر البيان من ان تدهور الوضع الاقليمي نتيجة اندلاع حرب على العراق يثير مخاوف في تدهور الوضع الأمني، لذا طالب "اليابانيين المقيمين في السعودية ايضاً بمتابعة المعلومات وتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر لضمان سلامتهم". من جهة اخرى اعرب مسؤولون في شركة يابانية عن قلقهم من احتمال اغلاق قناة السويس "بسبب اعمال ارهابية محتملة نتيجة الحرب المتوقعة ضد العراق ما يفرض على الشركات اليابانية ضمان خطوط نقل بديلة". وأوردت تقارير يابانية ان شركتي "موراتا" صانعة القطع الالكترونية، و"سوني" تخططان لشحن بضائعهما الى الأسواق الأوروبية عبر رأس الرجاء الصالح إذا أغلقت القناة. كما ستفرغ شركة نيسان صانعة السيارات حمولاتها في الإمارات العربية المتحدة إذا أغلق مضيق هرمز. والخيار الآخر الذي تدرسه الشركات اليابانية هو التحول للنقل الجوي بدلاً من البحري اذا تفاقمت الأوضاع. كما بدأت شركات التصدير تسريع عمليات ارسال شحناتها قبل مواعيدها المقررة اضافة الى تعزيز مخزونها من البضائع تحسباً لكل الاحتمالات. وتنوي الشركات النفطية استخدام نظام المكوك الذي يتم نقل النفط فيه بناقلات اجنبية من الدول المنتجة الى مناطق الخليج الآمنة نسبياً مثل دبي، ومنها سيتم تحويل الشحنات الى الناقلات اليابانية. وذكرت صحيفة اليابان الاقتصادية أن هذا المخطط سينفذ "إذا رفض العمال اليابانيون العمل في الخليج".