السيدة سوزان ويصا واصف، هي كبرى بنات المهندس الفنان رمسيس ويصا واصف، الحاصل على جائزة الآغا خان الدولية في الهندسة عن مشروعه المتكامل الذي أطلق عليه اسم "مركز رمسيس ويصا واصف للفنون بقرية الحرانية"، واستخدم في تصميمه الطراز الإسلامي في العمارة بقبابه ومقنطراته ومواد بناء من البيئة. وقدم المشروع خدمات الى فنانين وفنانات، ومبدعين ومبدعات، فعلمهم نسج السجاد الصوف على الأنوال اليدوية، واستخدام أسلوب الفن التلقائي المستلهم من الطبيعة ومن التراث الشعبي المصري. وفي لقاء معها طافت معي السيدة سوزان في أرجاء المركز. وبدأنا بالجناح الذي يُعرض على حوائطه، وتحت قبابه، القطع الفريدة من السجاد اليدوي من إبداعات فنانين وفنانات من الأجيال القديمة والحديثة معاً. وتوقفت سوزان عند أولى قطع السجاد المعروضة على الحائط الأيسر بعد المدخل مباشرة، وهي بعنوان "الصحراء"، ونفذها إبن الحرانية الفنان علي سليم. فقالت: "استغرق تنفيذ هذه القطعة حوالى عشرة شهور، سبقتها مدة تحضير ذهني حوالى شهرين. كان علي سليم يحب الصحراء، ويعشق رمالها وأشجارها ونباتاتها وحيواناتها، ربما لأن قرية الحرانية قريبة جداً من منطقة أهرامات الجيزة والصحراء الشرقية. ولمس والدي في علي سليم هذا الحب للصحراء، فكان يصحبه معه الى صحراء الجيزة ليتأمل الأضواء والتكوينات، ويعمق إحساسه الفني بالموضوع الذي سينفذه على النول. وبعد هذه المرحلة بدأ علي سليم تجهيز الألوان والأصباغ التي سيستخدمها في صباغة الصوف وينسج منه السجادة. ونحن، في المركز، نستخدم الأصباغ النباتية فقط، ونزرع معظم نباتاتها في الحقول داخل زمام المركز. بدأ علي سليم، بعد ذلك، يقعد على النول، وكل يوم يضيف من إحساسه وخياله شيئاً جديداً. وتنفيذ سجادة على النول اليدوي يبدأ من أسفل الى أعلى، ومن اليسار الى اليمين. وهذه السجادة بدأ علي سليم العمل فيها في نهاية 1973، وأكملها في آخر عام 1974. ونفذها بدءاً من يسار النول، متجهاً الى اليمن. وكان عمره وقتها حوالى 25 سنة. والتحق للعمل بالمركز وكان عمره لا يتجاوز عشر سنين". ويخص علي سليم مساحة خاصة بشروق الشمس على حقول القصب، فتنيرها بأشعتها الذهبية. ويبرز تفاصيل جذوع وأوراق أشجار الزيتون، ومساحات الظل والنور في الفيوم. وقالت السيدة: "إنتهى علي سليم، في عام 1999، من تنفيذ سجادة ضخمة مقاس 50،7 أمتار × 40،2 متر بعنوان مصر، استغرق تنفيذها ثلاث سنوات كاملة، وتبدأ من أسفل بتصوير النيل العظيم، وعلى جانبيه القرى المصرية بحقولها الخضراء ونخيلها وطيورها وحيواناتها وحمامات السلام ترفرف فوق مآذن جوامعها وأجراس كنائسها، وتنتهي السجادة بالصحراء يقتحمها الإنسان المصري ليعمرها ويشيد فيها المدن الجديدة". وتلقى المركز دعوة من هيئة الأممالمتحدة لإقامة معرض في مبناها الرئيسي بجنيف، في آذار مارس 2000. وهذه القطعة الفريدة هي عروس هذا المعرض. سبق للمركز إقامة المعارض الدولية في العواصم، والمدن الأوروبية والأميركية. وبيعت روائع منتجات المركز الى أكبر المتاحف في أنحاء العالم، الى البعثات الديبلوماسية والهيئات الدولية وهواة جمع المقتنيات الفنية وعشاق الفنون. القاهرة - صلاح الدين القاضي