حذر المفوض العام ل"وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" اونروا بيتر هانسن من خطورة تراجع الدول المانحة عن وضع الاراضي الفلسطينية على سلم أولوياتها، في وقت يركز العالم اهتمامه على احتمال شن حرب اميركية - بريطانية على العراق. كما حذر من ان "الانشطة الطارئة لأونروا في الضفة وغزة ستنفد مواردها، بل ستتوقف اواخر الشهر المقبل، بما في ذلك تغذية 1.1 مليون فلسطيني، ما لم تصل التبرعات من المجتمع الدولي فورا". وتعاني "أونروا" نقصا حادا في الموارد المالية، خصوصا مع زيادة المتطلبات الانسانية والمعيشية للفلسطينيين في اعقاب اندلاع انتفاضة الاقصى قبل اكثر من 28 شهرا. وحتى الان تعهدت الدول المانحة تقديم ما قيمته 5 في المئة فقط من قيمة نداء الاستغاثة الذي وجهته "أونروا" في كانون الاول ديسمبر الماضي البالغة 94 مليون دولار تنوي انفاقها خلال الاشهر الاولى من العام الحالي في برامجها الطارئة من الغذاء والدواء واعادة بناء المنازل المدمرة. وقال هانسن الذي يعتبره الفلسطينيون من افضل المفوضين العامين الذين قادوا "أونروا": "نحن نحاول تفريغ جميع جيوبنا وتقديم كل دولار نملكه، لكن غياب المعونات الفورية سيؤدي الى توقف عملياتنا الطارئة". واضاف في بيان صدر عن "أونروا" امس أن "نقص الموارد يأتي في وقت يجعل فيه الوضع الاقليمي غير المستقر من الحتمي اكثر من ذي قبل المحافظة على طوق النجاة للاجئين في الاراضي الفلسطينية، غير ان المفارقة تتمثل في ان التمويل الطارئ ربما تكون قد جفت موارده لان المانحين ينتظرون ما ستمليه الحاجة في العراق". وزاد: "ان عدم الاستقرار على الجبهة السياسية في الضفة وغزة يعني ان هذا ليس الوقت المناسب لوقف الجهود الانسانية، ويجب ألا تغيب الاراضي المحتلة عن انظار المجتمع الدولي، فالتوترات بالغة والحاجة ماسة جدا". واشار البيان الى انه بسبب غياب المعونات، فان "اونروا اضطرت فعلا الى خفض حجم المؤن المخصصة لنحو 120 ألف اسرة لاجئة في قطاع غزة، في حين تم الاستغناء عن 1600من موظفي الطوارئ في الضفة، كما توقفت المدفوعات المخصصة لاسعاف اللاجئين، وسيتم الغاء العمليات الانسانية الضرورية، بما في ذلك اعادة اسكان اللاجئين الذين شردتهم القوات العسكرية الاسرائيلية في الوقت الذي تتصاعد فيه عمليات الهدم". واضاف انه في الشهر الماضي "تعرض 79 مأوى منزل للتدمير الكلي في مدينة رفح 40 كيلومترا جنوب مدينة غزة، ولن يكون ممكنا الاستمرار في تقديم امدادات الطعام والخيم والاموال للمشردين ما لم تصل المعونات"، ما يعني كارثة انسانية وبيئية بكل معنى الكلمة ستنعكس في زيادة اعمال العنف في المنطقة من دون شك. واوضح: "منذ ايلول سبتمبر عام 2000 وزعت اونروا اكثر من مليوني عبوة غذائية، وضاعفت عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في مصحاتها، ووفرت العمل لالاف ارباب الاسر الفلسطينيين، في محاولة للتخفيف من الاثار السيئة للعنف وخطر التجوال والاغلاقات في الضفة الغربية وقطاع غزة". واضاف: "على رغم هذه الجهود فإن ثلثي السكان يعيشون في فقر مدقع، كما تشرد الالاف جراء عمليات هدم المنازل، او سقطوا جرحى في اعمال القتال، كما ان مستويات سوء تغذية الاطفال وصلت الى مستويات خطيرة".