نشرت "الوطن" السعودية في 7/3/2002 مقالاً للمفكر الفرنسي روجيه جارودي قال فيه رأيه في حوادث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، وأكد انها كانت مؤامرة أميركية. ومن بين الأسباب التي جعلته يتشبث برأيه انه من الغريب ان تسرد الإدارة الأميركية روايتها الرسمية في الحادثة فور وقوعها. ومن الغريب ان يتم الإعلان، في اليوم التالي، عن ان بن لادن، ومجموعة من الانتحاريين، عرباً وأفغانيين، قرروا شن حرب على أميركا، فقاموا باختطاف طائرات مدنية، وانطلقوا بها نحو البرجين التوأمين، وشنوا هجوماً على البنتاغون، وهو الرمز العسكري لأميركا. وذكر من بين ما ذكر من الأسباب: أولاً: العثور على أدلة في أماكن سقوط الطائرات، مثل كتيبات للطيران باللغة العربية، ومصاحف وجوازات سفر عربية، وهو شيء لا يمكن تصديقه حيث ان انفجاراً، بهذه القوة لا يبقي على تلك الأشياء سليمة، وواضحة لقراءتها أو التعرّف على مضمونها. ثانياً: الطريقة التي نفذت بها العمليات دقيقة ومدروسة، ولا يمكن أي شخص استخدم مجموعة من الكتب، والأشرطة التعليمية، تنفيذ عملية في هذا الحجم. ثالثاً: الرموز السرية للطيران فوق هذه المناطق التي هوجمت، لا تعرفها الا مجموعة صغيرة جداً من الطيارين المتمرسين، لأنها تتغير بصفة مستمرة من طريق الCIA. رابعاً: استحالة الهروب من كل خطوط الأمن العسكرية والاستخباراتية. خامساً: الأجهزة الجديدة المتطورة في الطائرات تقوم بقطع كل الدوائر الإلكترونية، في الطائرة في حال اختطافها، ويتم التحكم في الطائرات من القواعد الأرضية، أو بواسطة طائرات "الأواكس". واتهم الصحافي الفرنسي، تيري ميسان، في حوار نشرته "الوطن" السعودية في 17/3/2002 حول كتابه "الخدعة الرهيبة" الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء أحداث 11 أيلول ... وهذه الحقائق تؤكد ان الولاياتالمتحدة هي التي تقف وراء هذه العمليات. وربما استخدمت في ذلك السيطرة الإلكترونية بأجهزة التحكم عن بعد. إن هذه الحقائق تبعث في النفس الشك، وتؤكد ان هذه العمليات لا يقوم بها أشخاص يعيشون في الكهوف، فكيف لمن يعيش في جبال أفغانستان ادارة عملية بهذه الدقة، فيضرب برجين في وسط الولاياتالمتحدة الأميركية؟ وكيف لمن يعيش في الكهوف ان يقوم بتضليل أقوى جهاز استخباراتي في العالم؟ إن ما دفع الولاياتالمتحدة للقيام بهذه العملية هو ان ادارة بوش تواجه مصاعب أذكر منها ارتفاع حجم الديون الخارجية ورغبتها في السيطرة على منابع النفط، وجود عجز كبير في الموازنة وتزايد إفلاس الشركات، وتسريح العمال، وانتشار البطالة والفساد. لذلك لم تجد ادارة بوش طريقاً سوى عمل تمثيلية، والقيام بهذه العملية لكي تكسب تعاطف الحلفاء. وتمكنت فعلاً من حشد دعم دولي لضرب تنظيم "القاعدة". واستطاعت ادارة بوش تذليل كل المصاعب، واتهمت ان لادن بأنه يمتلك سلاحاً نووياً. فأسقطت نظام "طالبان". وجاءت بحكومة بديلة. وهي، بذلك، سيطرت على منطقة مهمة في العالم. والخطوة الثانية التي ستقوم بها هي ضرب العراق، لتقسم منطقة الخليج بحسب ما تقتضيه مصالحها. فهي بذلك تقوم بالخطوات نفسها تجاه العراق. فهي الآن تتهم العراق بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل، على رغم المرونة التي تبديها الادارة العراقية. ويبقى السؤال المطروح: دور من بعد ضرب العراق؟ جدة - جلال بو شعيب فرحي