سجلت أسعار المواشي والاغنام في مدينة الرياض ارتفاعاً كبيراً غير متوقع تجاوز 40 في المئة، اذ وصل سعر الخروف النجدي الى نحو 1200 ريال 320 دولاراً والخروف النعيمي نحو 950 ريالاً 253 دولاراً، وتزامن الارتفاع مع موسم الحج وزيادة الطلب على الاضاحي. قال المدير العام للتسويق والمبيعات في "الشركة الوطنية الزراعية السعودية" المهندس سمير الزبن ل"الحياة" ان ارتفاع الاسعار يعود الى ايقاف المحجر الصحي في السعودية استيراد الاغنام من الخارج، وخصوصاً النجدي والنعيمي، لاسباب صحية مثل الحمى القلاعية وبعض الاوبئة الاخرى. وأضاف ان ذلك ساهم بشكل كبير في ارتفاع الاسعار "على رغم ان شركتنا تسعى الى ايجاد توازن في الاسعار، اذ عملت على توفير اكثر من 20 الف رأس من الاغنام كأضحية فقط في الاسبوع الماضي ولم يتبق منها الا اقل من الفي رأس فقط، ويتوقع ان يرتفع الطلب خلال الايام الثلاثة المقبلة". وزاد ان اسعار الاغنام في شركته تراوح بين 530 و950 ريالاً، مشيراً الى ان الشركة رفعت طاقتها الانتاجية للانتاج الحيواني الاغنام منذ العام الماضي الى نحو 400 الف رأس. وتوقع ان يضخ مشروع الشركة في منطقة الجوف، الذي يقدر حجم الاستثمار فيه بأكثر من نحو 700 مليون ريال، نحو الفي رأس من الاغنام خلال الأيام المقبلة في حال زيادة الطلب على الاضاحي. ويأتي ارتفاع الاسعار في الوقت الذي يسعى فيه تجار المواشي الى تعويض الخسائر التي تعرضوا لها في العام قبل الماضي منذ ظهور حمى الوادي المتصدع والذي أدى الى هبوط اسعار الماشية والاغنام الى معدلات متدنية. وسجل القطاع خسائر كبيرة في حينها تجاوزت 22.6 مليون دولار شهرياً، علماً ان اجمالي مبيعات الاسواق السعودية من الاغنام يراوح بين ثلاثة وستة ملايين رأس تقريباً تقدر قيمتها بأكثر من بليون ريال سنوياً 266 مليون دولار. وقال عبدالله آل عايض احد تجار ومربي الاغنام في الرياض ان الاسعار ارتفعت بشكل كبير عقب ايقاف استيراد الاغنام من سورية، اذ اشارت مصادر الى ان عدم وصول شحنات من الاغنام قبل العيد ادى ارتفاع كبير في الاسعار، وتجاوز سعر الخروف النعيمي في سوق الاغنام في الرياض 950 ريالاً والنجدي 1200 ريال والحرية 750 ريالاً والسواكني 650 ريالاً والتيوس نحو 600 ريال. وأضاف ان ذلك أدى الى قلة المعروض من الماشية والاغنام في اسواق الرياض اضافة الى الحظر المفروض على نقل الماشية من المنطقة الجنوبية من السعودية وعدم الاستيراد من بعض الدول الخارجية التي يحتمل ان تكون ماشيتها واغنامها مصابة بالامراض المعدية والأوبئة الخطيرة. وأشار الى ان سوق الاغنام في الرياض تشتمل على اعداد كبيرة من الاغنام سواء من النعيمي او النجدي او الحرية وكذلك السواكني والبربري، اضافة الى التيوس الجنوبية التي سجلت أسعارها ارتفاعاً كبيراً تجاوز سعر الرأس الواحد أكثر من 1200 ريال، خصوصاً أن الكمية الموجودة في السوق محدودة وقد تكون مهربة بطريقة غير نظامية. وقال انه ليست لديه معلومات دقيقة عن الاغنام المهربة من المناطق التي منع نقل الاغنام منها بسبب الامراض والأوبئة ومنها حمى الوادي المتصدع، ولكنه في الوقت نفسه لم يستبعد ان يكون هناك كمية محدودة من هذه الاغنام في السوق وقد تكون سليمة من الامراض. وقال تاجر الاغنام حمود الرشيدي ان وجود رقابة شديدة من البلدية في سوق الاغنام في الرياض يمنع بيع او تهريب اي اغنام او ماشية ممنوعة، وان أسعار المواشي تسجل في هذه الفترة ارتفاعاً كبيراً يتجاوز الف ريال للخروف النجدي والنعيمي مقارنة بنحو 350 ريالاً في العام الماضي و400 ريال للبربري مقارنة بنحو 120 ريالاً في السابق. وسجلت الاغنام الحرية ارتفاعاً كبيراً تجاوز سعرها 700 ريال مقارنة بنحو 250 ريالاً سابقاً. وكانت شركات المواشي وبائعي الاغنام في السعودية ذكرت في شهر رمضان الماضي تعويضهم جزءاً من خسائرهم نتيجة الطلب المتزايد من المستهلكين والذي تجاوز 90 في المئة، اذ تجاوزت المبيعات 50 مليون ريال، بارتفاع يراوح بين 100 الى 150 ريالاً في الرأس الواحد من الاغنام.