أعود الى المنتدى الاقتصادي في دافوس، وأسجل بعض ما سمعت: كولن باول: يجب أن يقول صدام حسين الحقيقة الآن... أين الدليل على أن العراق دمّر ألوف الليترات من مادتي انثراكس وبوتوليوم التي كانت في حوزته قبل طرد الخبراء السابقين؟ ماذا حدث لحوالى 30 ألف قذيفة تستطيع حمل عناصر كيماوية؟ المفتشون وجدوا 16 منها. ماذا حدث لثلاثة أطنان مترية من مواد استوردها العراق ويمكن ان تستخدم في صنع أسلحة بيولوجية؟ أين المختبرات المتنقلة على ظهر سيارات شحن؟ لماذا لا يزال العراق يحاول أن يشتري يورانيوم، ومعدات لتحويل هذا المعدن الى سلاح نووي؟ أيضاً كولن باول: يجب أن يبني الفلسطينيون الثقة بإنشاء قيادة جديدة مختلفة ومؤسسات جديدة وإنهاء جميع أعمال الارهاب والعنف. ويجب أن تخفف اسرائيل القيود الاقتصادية على الفلسطينيين العاديين وتوقف بناء المستوطنات. وبمضاعفة الجميع جهودهم فإن قيام فلسطين ديموقراطية قادرة على الحياة، ممكن سنة 2005. وأضاف رداً على سؤال الدولة الفلسطينية يجب أن تكون دولة حقيقية متواصلة، لا مقسمة الى أجزاء. ريتشارد هاس، المسؤول عن تخطيط السياسة في وزارة الخارجية: أولويات السياسة الأميركية هي مصلحة الولاياتالمتحدة، ومنع الارهاب، ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتشجيع الاصلاح السياسي والاقتصادي، والمساعدة على قيام عالم أكثر ديموقراطية... تحدث رداً على سؤال عن الخلاف بين اسرائيل وفلسطين. جوزف بايدن، أعلى الأعضاء الديموقراطيين رتبة في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ: أخالف الإدارة في أولوياتها، وفي اهمالها النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني... عندي معارضة أساسية للسياسة الخارجية لجورج بوش، إلا أننا لسنا أسوأ الدول... من الادعاء أن نقترح لكم نوع الاصلاح المطلوب، غير أننا نعاني من فشلكم العرب في معالجة مشكلاتكم. وعندما نؤيد حكومة تفشل في نشر الديموقراطية وتوسيع فرص العمل لشعبها، يبدو وكأننا ضد الاصلاح. عمرو موسى: كلنا يؤيد التفتيش. سورية أيدت قرار مجلس الأمن 1441. من الخطأ تحميل العراق وحده المسؤولية. هناك فريقان يفتشان، وقد أعطاهما العراق حرية غير مشروطة في العمل، ويجب أن يُمنحا فرصة لإكمال مهمتهما. مجلس الأمن هو الذي يقرأ تقرير المفتشين ويقرر الحرب أو السلام. العرب كلهم في دافوس، مثل الأمير تركي الفيصل والشيخ حمد بن جاسم بن جبر، قالوا ان قرار الحرب أو السلام يجب أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي... لسنا ضد أميركا، ونحن لا نكرهها، ولكن نختلف مع بعض أوجه سياستها. والعرب مع التفتيش وإزالة أسلحة الدمار الشامل، ولكننا لسنا مع حرب على العراق... من كلّف الولاياتالمتحدة أن تنصِّب نفسها حَكَماً في حقوق الإنسان في كل بلد وممارساته الأخلاقية؟ ريتشارد هاس ذهب بعيداً في كلامه كان يرد على قول هاس ان الولاياتالمتحدة تراقب ممارسات البلدان الأخرى، وقد صفق الجمهور لعمرو موسى. الملك عبدالله كان لافتاً في خطابه تجاوز موضوع العراق تماماً، فقد أشار الى حق العراقيين في الحياة، مثل الفلسطينيين والاسرائيليين وغيرهم، ولم يقل أي شيء آخر، إلا أنه بالنسبة الى القضية الفلسطينية تحدث بوضوح وشجاعة أهم شيء حل القضية الفلسطينية التي تستخدم عذراً لتبرير الأخطاء... النزاع العربي - الاسرائيلي كان مثل أسيد أحرق صفحات التاريخ... السلام يجب أن يعطي الفلسطينيين دولة قادرة على الحياة، متواصلة الأرض، قادرة على توفير الأرض والعمل لثلاثة ملايين انسان... رجب طيب أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية التركي: خسرنا في الحرب الماضية حرب تحرير الكويت 100 بليون دولار، ولا نزال نعاني من نتائجها. وسنخسر كثيراً في الحرب المقبلة، وشعبنا يسأل لماذا نحارب. نحن نعارض النظام في العراق، ولا نؤيد أي ديكتاتورية... اليوم لا يوجد توافق دولي على حرب ضد العراق. أنا سألت الرئيس بوش في واشنطن: هل أقنعتم دول الشرق الأوسط بالحرب؟ يفترض أن تكون تركيا مثلاً للدول الإسلامية الأخرى، ولكن إذا حاربت تصبح مثلاً سيئاً... آمل بحرارة أن نجد حلاً سلمياً. وبعد، سأعود الى مؤتمر دافوس في الأيام المقبلة، أما اليوم فعندي ملاحظة عن جو المؤتمر كله، فقد كان هناك شك في النيات الأميركية لم يبدده كبار المسؤولين الأميركيين المشاركين على رغم قوة حجتهم، ولعل مدير بنك أوروبي عبّر عن رأي الجميع بالقول لباول: اننا نصدق كل شيء قلته عن صدام حسين، ولكن نحتاج الى أدلة. باول وعد بالأدلة الأسبوع المقبل، غير أنني أختتم بقول الأمير تركي الفيصل: ان الأميركيين جعلوا من الديموقراطية ديناً جديداً له كهنته وطقوسه وشعائره.