توقع رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي أن يوافق مجلس وزرائه اليوم على خطة تسمح بارسال قوات غير مقاتلة الى العراق للمساعدة في جهود اعادة الاعمار. وقال كويزومي للصحافيين في مقر اقامته الرسمي أمس "نحن الان في مرحلة اعداد التفاصيل مع شركائنا في التحالف... أعتقد بأن من الصواب أن تفعل اليابان شيئا. وأرى أن الامر لا يتطلب مساعدة مالية فقط، وانما دعما بالافراد، بما في ذلك قوات الدفاع عن النفس". وأضاف "اذا سارت المناقشات مع شركاء التحالف بسلاسة فأعتقد بأنه سيكون في الامكان صدور قرار من مجلس الوزراء غداً اليوم". ومن المتوقع أن يعقد كويزومي مؤتمرا صحافياً اليوم يشرح فيه مبررات هذه الخطوة المثيرة للجدل، والتي تجيء وسط تنامي المعارضة الشعبية في اليابان لارسال قوات منذ مقتل الديبلوماسيين كاتسوهيكو اوكو 45 عاماً وماسموري انيوي 30 عاماً في 29 تشرين الثاني نوفمبر في مكمن ليصبحا أول يابانيين يموتان في العراق منذ بدء الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في آذار مارس الماضي. وعلى رغم المخاوف الامنية في صفوف الرأي العام في شأن إرسال قوات فإن على اليابان التزامات تجاه الولاياتالمتحدة، الحليف الرئيسي لطوكيو، بدعم الحرب في العراق بموجب معاهدة أمنية تربط البلدين. إضافة الى ان على طوكيو أن تضع في الحسبان التهديدات الامنية، خصوصاً تلك التي تمثلها كوريا الشمالية. وكانت اليابان تعرضت لانتقادات حادة من جانب الولاياتالمتحدة ودول أخرى عندما أحجمت حكومتها عن إرسال قوات إبان حرب الخليج الاولى العام 1991، وعوضاً عن ذلك قدمت طوكيو 13 بليون دولار مساهمة منها في الحرب التي شاركت فيها دول عدة بما يعادل 20 في المئة من النفقات. ورغم استمرار الحرص الياباني على مساعدة الشعب العراقي في إعادة اعمار بلاده، فإن السؤال عما إذا كان ذلك يمكن أن يتحقق بصورة مرضية بإرسال قوات في ظل الظروف الحالية. ويقول خبراء إنه عندما أقر الدايت برلمان اليابان في وقت سابق من العام الجاري إجراء يسمح بإرسال قوات، افترض رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي أن الوضع في العراق سيستقر في نهاية المطاف وأن المساعدة اليابانية ستمضي في مسارها. ويسمح القانون الذي أقره البرلمان في حزيران يونيو الماضي بإرسال قوات ولكن خارج مناطق القتال فقط. ويقول كازو تاكاهاشي أستاذ مساعد دراسات الشرق الاوسط في جامعة "إر" في طوكيو إنه على رغم تأكيد الحكومة على أهمية مساعدة قواتها في عمليات إعادة الاعمار في العراق، فإن من الواضح أن مثل هذا التفسير لن يكون مقبولا من جانب غالبية العراقيين. وتعتزم اليابان نشر قوات الدفاع الذاتي في العراق للمساعدة في بناء الطرق والجسور والمساهمة في مختلف أنشطة الاعمار. وقال تاكاهشي "إن غالبية كبيرة من الشعب العراقي ستعتقد على الارجح بأن الجيش الياباني جاء لمساعدة القوات الاميركية". ففضلا عن مقتل الديبلوماسيين اليابانيين فإن عملاء الاستخبارات الاسبانية هوجموا أيضا نهاية الشهر الماضي كما قتل وأصيب عدد من مواطني كوريا الجنوبية في 30 تشرين الثاني نوفمبر. والهجمات على القوات الاميركية تتزايد أيضا باضطراد. وفي مقابل ذلك، يؤيد توشيكي شيكاتا الاستاذ في جامعة "تيكيو" خطط الحكومة لارسال قوات. ويقول إن كل الدول ترى أن إصابة أو مقتل البعض خلال أنشطة حفظ السلام الدولية، ناهيك عن الحروب، أمر لا مفر منه.