حذر مستشار الامن القومي للرئيس الفلسطيني جبريل الرجوب امس من مغبة انهيار المحادثات بين الفصائل الفلسطينية المنعقدة في القاهرة بهدف التوصل لهدنة جديدة. وقال الرجوب ل"رويترز": "فشل الحوار هذه المرة سيكون كارثة علينا كلنا وفشلنا يعكس ضحالة في الفهم والادراك لمتطلبات المرحلة". ولم تشر مسودة البيان الختامي لحوار القاهرة بين 13 فصيلاً فلسطينياً التي قرأها مسؤول فلسطيني ل"رويترز" الى وقف الهجمات على الجنود الاسرائيليين والمستوطنين في الاراضي المحتلة. واشترط رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع في تصريحات أدلى بها في القاهرة التزام اسرائيل وقف "كافة أشكال الاعتداء على الشعب الفلسطيني" مقابل اعلان وقف النار من الجانب الفلسطيني. ويقول الرجوب ان غياب برنامج سياسي تلتزم به جميع الفصائل سيبقي الفلسطينيين في دائرة مفرغة، ودعا الفصائل الى تفويض السلطة الفلسطينية بالتحرك السياسي. وترفض "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وفصائل اخرى متشددة منح السلطة اي تفويض من شأنه ان يلزمها اتفاقات وقعتها او توقعها السلطة مع اسرائيل. ومضى الرجوب يقول: "يجب ان نناقش نتائج حوار القاهرة، وعلى ضوء ذلك على السلطة ان تحدد آليات جديدة وصيغاً تنظيمية للتعاطي مع تداعيات ونتائج الحوار". وقال الرجوب ان السلطة الفلسطينية سترحب بدخول "حماس" ان رغبت في العملية السياسية التي تقوم عليها منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية على ان تحدد رقعة "العمل العسكري والنضال المشروع" ضمن الاراضي المحتلة عام 1967. ويرى الرجوب الذي زار القاهرة في اليوم الاول من المحادثات ان حوار الفصائل لن يكون ناجحا ما لم يتمخض عن "اولا عن اتفاق على برنامج سياسي واقعي قابل للتحقيق بدعم عربي وقبول دولي، وثانيا تحقيق وحدة القرار الفلسطيني وثالثا تفويض المنظمة والسلطة حق التحرك على كل الجبهات لتحقيق وقف نار متبادل بضمانات اقليمية ودولية كمقدمة لتحقيق انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية". واضاف الرجوب ان على جميع الفصائل ادراك ان مرحلة "فرض الاجندة السياسية" على الساحة الفلسطينية والساحة الاقليمية والدولية قد انتهت و"لن يقف معنا احد بأجندة فصائلية جامدة". ويرى الرجوب ان على الفصائل الفلسطينية الاقتداء بخبرة "حزب الله" اللبناني بتحرير الجنوب وعلاقته بالسلطة الشرعية والتزامه بتحرير الاراضي المحتلة والمعترف بها من الدولة. وقال: "علاقة حزب الله بالسلطة المركزية الشرعية هي نموذجية حيث انه تصرف كحركة مقاومة وعنصر قوة لصالح السلطة الشرعية وحدد نضاله من اجل تحرير المناطق المحتلة على رغم امكانات حزب الله في توسيع رقعة النضال والمقاومة". مجلس الامن القومي وتوحيد قرار "فتح" وكان مجلس الأمن القومي الفلسطيني عقد امس اجتماعا برئاسة الرئيس ياسر عرفات في مقر الرئاسة المقاطعة في مدينة رام الله في الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية ان الاجتماع ناقش عدداً من القضايا من بينها "حوارالفصائل الفلسطينية الجاري الآن في القاهرة إضافة إلى متابعة القضايا الأمنية في قطاع غزةوالضفة الغربية". وأشارت المصادر إلى أنه "تم الاستماع كذلك إلى عدد من التقارير المتعلقة بالشؤون الأمنية". وأكد عبدالرازق المجايدة مدير الأمن العام في قطاع غزة عضومجلس الأمن القومي للصحافيين في رام الله أن "المجلس اتخذ بعض القرارات التي تحث على توحيد القرار والأهداف داخل حركة فتح وكتائب شهداء الأقصى". وأكد أن "المرحلة الحالية ستشهد نهاية للبيانات التي تضاربت في الفترة الأخيرة وهي حقيقة لم تصدر عن حركة فتح". وقال إن "المجلس يتابع تشكيل اللجان الوطنية في المناطق المختلفة والمهمات المناطة بها فيما تقرر انتخاب وزير الداخلية حكم بلعاوي امين سر لمجلس الأمن القومي الفلسطيني".