قبل "سلاحف النينجا" و"بوكيمون" و"الكابتن ماجد"، سرق مسلسل كرتوني شهير أفئدة الأطفال والشباب، وأطلق العنان لمخيلتهم في الثمانينات وأوائل التسعينات. إنه مسلسل مغامرات "المتحولون" أو Transformers. ولمن فاتته تلك الحلقات المليئة بالتشويق والبطولات، نقول ان قصتها تدور عن صراع نوعين من الرجال الآليين روبوت، الأخيار، وهم معروفون باسم Autobots والأشرار ويسميهم Decepticons. والمعركة تبدأ في الكوكب المعدني "سيبرترون"، وتنتقل بعد ذلك إلى الأرض. ويتدخل البشر في المعركة لدرء أطماع الأشرار في موارد الأرض الطبيعية. أما لماذا سمي هؤلاء الرجال الآليون بال"متحولين" فذلك يعود إلى أن لكل واحد منهم شكلين: شكل رجل آلي وشكل وسيلة مواصلات سيارة، شاحنة، طائرة، قطار، جرافة، دراجة نارية...إلخ. ويقوم كل روبوت بالتحول من شكله الأول إلى شكله الثاني بحسب الحاجة. فتراه تارة واقفاً على قدميه يتبادل اللكمات والركلات مع عدوه، أو يصوب مدفعاً عليه، وتارة تجده يتحوّل إلى سيارة، ليناور ويقطع المسافات بسرعة. من التلفزة الى "بلاي ستايشين" ولأعوام مضت، كان محبو هذا المسلسل التلفزيوني يتساءلون عن مصيره. لم يكن هناك أي مؤشر عن إنتاج حلقات جديدة منه. وساعد وجود شبكة الإنترنت على تكوين منتديات ومواقع لمحبي هذه المغامرات، وخصوصاً أبطالها أمثال Optimus Prime وهو قائد فريق الأخيار وMegatron قائد معسكر الأشرار. وأخيراً، بدأت المواقع المعنية بالألعاب الإلكترونية بتسريب معلومات عن بدء العمل على إنتاج لعبة فيديو عن "المتحولون" لجهاز سوني "بلاي ستايشن 2". وقبل نحو شهر، وصلت النسخة اليابانية من اللعبة حاملة توقيع شركة "تاكارا" إلى أسواقنا. ويدور حديث عن لعبة فيديو من وحي ذلك المسلسل، تنتجها شركة "أتاري" تحمل اسم "بريلود تو اينيرجون" Prelude To Energon. أما اللعبة الموجودة حالياً، فهي في غاية التشويق، خصوصاً وأنها تخوِّل اللاعب اختيار الانضمام إلى أحد المعسكرين، وليس فقط الى فريق الأخيار. وقد استعار مصممو اللعبة بعض المؤثرات من فيلم "مايتريكس"، بحيث صُوِّرت اللقطات القتالية في شكل مثير. ويقول الشاب عمر تميم، وهو من الذين عشقوا "المتحولين" طفلاً، "انه لأمر ممتع أن تستطيع التحكم بإحدى الشخصيات وتجعلها تتحول في أي لحظة بمجرد كبسة زر على لوحة التحكم". وفي طفولته، احتفظ عمر بمجموعة كبيرة من الدمى المقتبسة عن شخصيات المسلسل الكرتوني. ويتذكر قائلاً: "كنت أمضي ساعات في تفكيكها وإعادة تحويلها من سيارات وطائرات إلى رجال آليين والعكس بالعكس". وإن كانت اللعبة الإلكترونية في حد ذاتها ممتعة، فإن اللقطات التمثيلية التي أعيد تركيبها بناء على قصة المسلسل تعاني من سوء التنفيذ. وبدت خالية من روح "المتحولون" التي عهدناها في حلقات الرسوم المتحركة. فاختلفت أصوات الشخصيات، حتى أن نص الحوار بدا نافراً. لكن، بغض النظر عن تلك الامور، تبقى اللعبة مسلية جداً، فهي مليئة بالأسرار والشخصيات المخفية التي تكتشفها خلال اجتيازك للمراحل، إضافة الى الرسوم الثلاثية الأبعاد وأسلوب اللعب المشوق.